والأخرى : للحركة المعنية أنها لما اختيرت دون الباقيتين (١).
(المضمر) (٢)
(ما (٣) وضع لمتكلم) (٤) من حيث إنه متكلم (٥) يحكي عن نفسه.
(أو مخاطب) من حيث أنه مخاطب يتوجه إليه الخطاب.
وقيل : المراد بالمتكلم من يتكلم به والمخاطب : من يخاطب به ، فإن (أنا) موضوع لمن يتكلم به ، و (أنت) لمن يخاطب به ، ويخرج بهذا القيد (٦) لفظ (المتكلم) و (المخاطب) فإن الأسماء الظاهرة (٧) كلها موضوعة للغائب مطلقا. (أو غائب تقدم (٨)
__________________
(١) منها بأن يقال مثلا : إن من الضمائر لم يبن على الفتح دون الكسر والضم. (عبد الله أفندي).
(٢) وهو في اللغة مشتق من أضمرت الشيء في نفسي إذا استترته وأضفيته فعلى هذا الأصل في الإضمار هو المستتر ؛ لأنه شيء لا لفظ له ظاهر بل هو موجود في النية والباقي محمول عليه في كونه ملتبسا بهذا اللقب. (عوض).
(٣) عبارة عن الاسم احتراز عن نحو ضرت وضرب فإنه أن يصد قرانه وضع لمتكلم أو غائب لكنه ليس المبين باسم. (عوض).
(٤) المشهور وعند النحاة وضع هذه الضمائر لمفهوم المتكلم والمخاطب والغائب والتحقيق وضعها لجزئيات معينة لهذه المفهومات والتعريف أظهر فيما هو التحقيق وبهذا استغنيت عما تكلف الشارح لإخراجها. (عصام).
(٥) الظاهر أنه زاد قيد الحيثية للاحتراز عن نفس المتكلم والمخاطب فإنهما وإن وضعا للدلالة على المتكلم والمخاطب لا لأنهما لم يوضعا لهما ولم يدلا عليها من تلك الحيثية بخلاف نحو أنا وأنت والنحويون لم يعتبروا الحيثية ويحترزون عن لفظ التكلم والمخاطب بقيد المتكلم والمخاطب فإنهما لم توضعا لمتكلم ومخاطب والظاهر ما قاله الشارح. (وجيه الدين).
(٦) أي : بقيد الحيثية على الأول ويكون المراد متكلم تكلم به على الثاني وقال العصام : أي : بقيد لوضع لكونه لأحد الأمور الثلاثة ولهذا أفرد القيد.
(٧) في حكم الغائب حيث يجري أحكامها عليها إلا أنها في أنفسها غيب ؛ لأن مدلولاتها قد تكون مخاطبا وقد تكون غائبا. (وجيه).
(٨) لا يقال هذا التعريف منقوض بلفظ المتكلم والمخاطب والغائب ؛ لأن الأول منها يصدق عليه أنه ما وضع لمتكلم وكذا الكلام في الثاني والثالث فإن يصدق عليهما أنهما وضعا لمخاطب ـ