حروف المزيد فيه أما من أصوله أو من زوائده أو ممتزجا منهما فلا يتبين ما هو المشتق منه فلا يتعين المعنى.
(ليس (١) تكون) أي : من (٢) ثلاثي مجرد ليس بلون (ولا عيب) (٣) ظاهري (لأن منهما) اشتق (أفعل لغيره) أي : لغير اسم التفضيل كأحمر وأعور فلو اشتق اسم التفضيل أيضا منهما لا لبس أن المراد ذو خمرة وعور وزائد الخمرة والعور ، وهذا التعليل إنما يتم إذا تبين أن أفعل الصفة مقدم بناؤه على أفعل التفضيل ، وهو كذلك ؛ لأن ما يدل على ثبوت مطلق الصفة مقدم بالطبع على ما يدل على زيادة على الآخر في الصفة (٤) والأولى موافقة الوضع الطبع (مثل زيد أفضل الناس) فإن الأفضل استق من ثلاثي مجرد ليس بلون ولا بعيب وهو الفضل.
(فإن (٥) قصد (٦) غيره) أي : غير الثلاثي المجرد بأن يراد أن يذكر على أن لأحد زيادة فيه على غيره (توصل إليه) أي : إلى غير الثلاثي المجرد (بأشد ونحوه مثل (٧) هو
__________________
(١) صفة ثانية لثلاثي فصل بينهما بالتعليل وهو جملة معترضة أي : هذا الاشتراط ليمكن البناء.
(٢) وبهذا التفسير إشار إلى صفتيه جملة ليس بلون أي : شرطه أن يكون من الثلاثي المجرد الذي ليس دالا على لون من الألوان. (لمحرره).
(٣) قال الكوفيون : الاسم التفضيل يجيء من البياض والسواد اللذين هما أصل الألوان وقال البصريون ما جاء منهما شاذ ومنه قوله عليهالسلام في وصف الكوثر : «ماؤه أبيض من اللبن» [أخرجه البخاري (٦٥٧٩)]. (فاضل محشي).
(٤) الأول هو المزيد عليه والثاني هو المزيد والمزيد عليه مقدم على المزيد. (عبد الله).
(٥) قوله : (فإن قصد غيره) أي : غير الثلاثي المجرد اللام للعهد أي : غير الثلاثي المجرد المعهود أي : الموصوف بما ليس بلون ولا عيب فلا يرد أن مرجع الضمير ليس مجرد الثلاثي المجرد بل أخص منه. (عصام).
(٦) وإذا قصد في هذه الأمور التفضيل توصل بأشد ونحوه قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) قال المحقق التفتازاني لم أحب لله ؛ لأن أحب شائع في المفعول وإذا قصد التفضيل للمفعول فيما لم يجيء له أفعل توصل أيضا كذلك إذا عرفت هذا فنقول كان الأولى أن يؤخر قوله : (فإن قصد غيره) توصل إليه بأشد ونحوه عن هذا الحكم أيضا ليتعلق به أيضا. (شرح).
(٧) أي : مما يمكن بناء اسم التفضيل من فعل ثلاثي مناسب للمقصود ويؤتى بمصدره منصوبا على التمييز مثل استخراجا أو دحرجة أو تدحرجا وهذا مثال غير الثلاثي المجرد. (موشح هندي).