أشد منه (١) استخراجا) مثال للثلاثي المزيد فيه (وبياضا) مثال للون (وعمي) مثال للعيب.
وحيث (٢) قيدنا العيب بالظاهري لا يرد (٣) نحو أجهل وأبلد ولكن (٤) يرد أنه صح على هذا التقدير اشتقاق أحمق على معنى التفضيل (٥) فإنه لا فرق بين الجهل والبلادة والحمق ، (٦) ولكنهم (٧) حكموا بشذوذه في نحو : أحمق من ابن هبنقة ، والجواب أن المراد بالحمق ما يبدو من أثر البلادة في الظاهر كما حكى عن ابن هبنقة من تعليق خرزات وعظام وخيوط على عنقه ، وهو ذو لحية طويلة فسئل عن ذلك فقال : لأعرف بها نفسي ، ولا أضل وتقلد ذات ليلة أخوه بقلادته (٨) فلما أصب قال يا أخي أنت أنا فمن أنا ففيه (٩) شائبة من حمق ابن هبنقة فإنه يقتضي جواز اشتقاق أحمق من حمق لمن لا يكون بهذا الظهور قياسا ، وأن يكون اشتقاق الجهل وأبلد لمن يكون ثار جهله
__________________
(١) كما في التعجب لكن المصدر ينتصب في باب التعجب بعد أشد مفعولا وهاهنا ينتصب تمييزا.
(٢) ولما قيد الشارح قوله : ولا عيب بقوله : (ظاهري أراد أن يبين وجه الاحتياج إلى التقييد) فقال : (وحيث ... إلخ).
(٣) وتقرير النقض إن قوله : (يشترط في البناء أن لا يكون علهيا باطل) لأنه جار على نحو : أجمل وأبلد وحكم المدعى متخلف فإنهما جائزان فيلزم وجود المشروط بلا شرط فيجاب عنه بتحرير المراد بان لا نسلم أن قوله : (ولا عيب) جار على أمثاله فإن مراد بالعيب المنفى هو العيب الظاهري كالعور والعمى والعرج وأما مثل الجهل والبلادة فهو عيب باطني فيجوز البناء منه. (عبد الله أيوبي).
(٤) استدراك على قوله : (لا يرد) يعني أن التقييد بهذا القيد يدفع ما يرد عليه من النقض المذكور لكن لا يدفع الأيراد الآخر الذي يرد على هذا التقييد. (شرح).
(٥) يعني دلالة على زيادة حماقة أحد على غيره بأن يقال عمرو أحمق من بكر. (شرح).
(٦) قوله : (والحمق) فإن معناه قلة العقل فهو من العيوب الباطنة كالجهل. (سيالكوني).
(٧) إشارة إلى مقدمة الاستئنافية فيه يعني لو صحا صح اشتقاق الأحمق لكن صحة اشتقاق الأحمق غير جائز لأنهم حكموا ... إلخ. (تكملة).
(٨) ورواه أخاه قد علق تلك القلادة فضحك وقال : سرقتني مني.
(٩) خبر لقوله : (والجواب المذكور) أن شائبة حمق صاحب الجواب والفاء أما زائدة ما هو مذهب الأخفش أو على تقدير أما ذكره الشارح رحمهالله بيان لقبه المذكور في الحواش الهندية بعد هذا الجواب لا شنيع كما وهم الواهم العصام. (سيالكوني).