بعده ما يوهم ذلك فافعل دال على الفعل الناصب له كقوله تعالى : (هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ)(١) أي : أعلم من كل أحد يعمل من يضل وأما الظرف والحال والتمييز فيعمل فيها أيضا بلا شرط لأن الظرف والحال يكفيهما رائحة من الفعل نحو زيد أحسن منك اليوم راكبا والتمييز ينصبه ما يخلو عن معنى الفعل أيضا نحو رطل زيتا وإنما لم يعمل (٢) الرفع بالفاعلية لأن هذا العمل بالأصالة إنما هو عمل الفعل وهو لم يعمل عمل الفعل لأنه ليس له فعل بمعناه في الزيادة ليعمل (٣) عمله ولأنه (٤) لما كان فيما هو الأصل فيه وهو استعماله بمن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث بعد مشابهته عن اسم الفاعل فلا يعمل لمشابهته أيضا (إلا إذا كان) اسم التفضيل (صفة) (٥) أي : وصفا سببيا (٦) هو
__________________
(١) فإن من يضل يوهم كونه مفعولا به لا علم لكنه ليس كذلك ؛ لأن المعنى أي : أعلم من كل أحد. (تكملة).
(٢) قوله : (وإنما لم يعمل الرفع ... إلخ) ما ذكره من الدليل لا يختص بنفي عمل الرفع بالفاعلية إلى آخره بل يجري في نفي عمل النصب بكونه مفعولا به فلا وجه لتخصيص الدعوى وقوله ولأنه لما كان إلى آخره الأولى ترك إعادة اللام ؛ لأنه مع السابق وجه واحد لنفي العمل الرفع وليس وجها مستقلا كما يفيده إعادة اللام. (عصام).
ـ قوله : (وإنما لم يعمل ... إلخ) لا بمشابهة الفعل كاسم الفاعل ولا بمشابهة لاسم الفاعل كالصفة المشبهة فقوله ؛ لأن هذا العمل إلخ دليل على الجزء الأول من المدعى قوله : ولأنه إلا كان إلخ دليل على جزء الثاني فلذا أعاد اللام وعطف أحد الدليلين على الآخر ثم إنه يكون في الاستدلال الأول بقوله ؛ لأنه ليس له فعل بمعناه. (سيالكوني).
(٣) اللام للإنكار وحاصله ليس له فعل كذلك حتى يعمل اسم التفضيل بمشابهة ذلك الدال على الزيادة. (حاشية).
(٤) ولما بطل احتمال كونه عاملا بمشابهته للفعل بطل كذلك مشابهته لاسم الفاعل وأورد الشارح علة الثاني بقوله: (ولأنه لما كان ... إلخ). (لمحرره).
(٥) هذه شروط رفع أفعل لفاعله الظاهر قياسا مستمرا بلا ضعف يعني لا يشترط أصل عمله حتى لا يعمل بدون هذه الشروط ؛ لأن يونس حكى عن يونس من العرب رفعه بالفاعل بلا اعتبار تلك الشروط نحو : مررت برجل خير منه عمه. (شيخ الرضي).
(٦) قوله : (أي : وصفا سببيا) بيان لحاصل قوله : صفة وهو في المعنى سبب وإشارة إلى أن المجموع شروط واحد فشرط العمل ثلاثة كما مر جوابه ولم يقل صفة سببية إذ الاصطلاح الوصف السبببي كما في المفتاح والتلخيص لا الصفة السببية وغير السببية. (عبد الحكيم).