الحل منه في عين زيد فلما ذكر عين زيد مقدما عليه استغنى (١) عن ذكره ثانيا (٢) وتقديره (٣) ما رأيت عينا مماثلة لعين زيد في أصل التكحل أحسن (٤) فيها الكحل من عين زيد أو تقول معناه ما رأيت عينا كعين زيد في كونها أحسن فيها الكحل منه في غيرها ويلزم من هذا على أبلغ وجه (٥) أن للكحل في عين زيد حسنا ليس في عين غيره وإنما جازت (٦) هذه الصورة وإن لم يكن فيها فصل ظاهر لو رفعت أفعل بالابتداء لأنها
__________________
ـ رأيت من أفعال القلوب وأما إذا كان بمعنى أبصرت وهو الظاهر كان قوله : (أحسن فيها الكحل) بدلا من قوله : (كعين زيد). (ص).
(١) قوله : (استغنى عن ذكره) لدلالة قولك كعين زيد عليه ؛ لأن معناه كل عين دونها في حسن الكحل فيها وهذا هو المستفاد من ذكر عين زيد بعده. (شيخ الرضي).
(٢) ـ أشار إلى جواز كون كعين زيد صفة لعين في مثال المصنف وإلى كون الكاف اسما بمعنى المثل ردا على الرضي.
(٣) أي : بعد قوله : أحسن بأن يقال كعين زيد أحسن منه فيها الكحل.
(٤) قوله : (وتقديره ما رأيت) فيكون الكحل في عين زيد أحسن منه في غيرها ؛ لأن إبقاءه على المساواة مما يأت المدح. (وجيه الدين).
ـ قوله : (وتقديره ما رأيت ... إلخ) رد على الرضي حيث قال لا يجوز أن يكون أحسن فيها الكحل صفة لقولك كعين زيد ؛ لأنه يكون المعنى ما رأيت مثل عين زيد في الكحل فيها زائدة عليها في حسن الكحل فيها وكيف يكون مثل الشيء في الوصف عائدا عليه في ذلك الوصف في حالة واحدة. (عبد الحكيم).
(٥) مفعول ثان لرأيت إن كان من أفعال القلوب وإن كان بمعنى أبصرت يكون أحسن بدلا أو حالا من مفعول رأيت. (وجيه).
(٦) قوله : (على أبلغ وجه) لكونه معلوما بطريق لكناية) لأن عين مماثلة لعين زيد في الأحسنية لازم لا حسنية كحل عين زيد ووجود اللازم يدل على الملزوم فيكون كدعوى بالبينة كما قرن في البيان. (سيالكوني).
(٧) قوله : (وإنما جازت) تقرير السؤال أنه لا ضرورة في إعمال اسم التفضيل في هذه العبارة إذ يمكن أن يكون أحسن مرفوعا على أنه خبر والكحل مبتدأ حيث لا يلزم الفصل بين أحسن ومعموله بأجنبي إذ لا معمول لأحسن في هذه العبارة وهو منه والجواب إن هذه العبارة فرع العبارة الأولى فالضرورة معتبرة فيها حكما وذلك أنه قد مر أن أصله ما رأيت عينا أحسن فيها الكحل منه في عين زيد فلما ذكر عين زيد مقدما عليه استغنى عن ذكره ثانيا وإن من التفضيلية مجرورها مقدرة فيها فيلزم الفصل بالأجنبي تقديرا. (وجيه الدين).