فرع الأولى ولأن من التفضيلية مع مجرورها مقدرة فيها أيضا كما ذكرنا (مثل ولا أرى) مثل منصور على أنه صفة مصدر محذوف أي : قلت : ما رأيت كعين زيد ... إلخ قولا يماثل قول الشاعر وإنما ترك صدر البيت ليكون مبتدئا بما هو مبدأ (١) المماثلة وترك موصوف أحسن في المثال (٢) وإن كانت المماثلة الكاملة في ذكره إذ هو في مقابلة قوله واديا وهو مذكور (٣) لأنه (٤) كان في مقام بيان الاختصار في المثال المذكور أولا وتمام البيت مع ما يليه:
مررت على (٥) وادي (٦) السباع ولا أرى (٧) |
|
كوادي (٨) السباع حين (٩) يظلم واديا (١٠) |
__________________
(١) قوله : (هو مبدأ المماثلة) أي : به تحصل مماثلة قوله : لقول الشاعر : فإن مماثلة قوله : وهو كعين زيد حاصل لقوله كوادي السباع في أن يكون بالكاف ومقدما على اسم التفضيل. (أيوبي).
(٢) الموصوف قوله : (عينا كما كان) في الشعر قوله : (ماديا فالمماثلة الكاملة) أن يذكر الموصوف في المثال أيضا لكنه تركه.
(٣) في قول الشاعر ، واللازم على المصنف أن يذكر في المثال أيضا ما يقابله ولكنه تركه في المثال ولم يقل : ما رأيت عينا كعين زيد. (شرح).
(٤) قوله : (لأنه كان في مقام) وما ذكره أوفق بالمقام والأحسن أن يقال نبه بذكر المثال والتمثيل بالشعر على جواز حذف الموصول وذكره. (عصام).
(٥) قوله : على متعلق بمررت فإن مررت كما يتعدى بالباء كما في مررت بزيد يتعدى بعلى كمررت على زيد فلا حاجة إلى جعل على بمعنى الباء كما توهم. (زيني زاده).
(٦) وإضافة الوادي إلى السباع إما لكثرة السباع ؛ لأنه إذا قل مرور الناس بالوادي كثر السباع فيه وأما المراد بالسباع أشرار الناس وقطّاع الطريق. (زيني زاده).
(٧) قوله : (ولا أرى) الواو اعتراضية) مثل قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)[النساء : ١٢٥] ، وأرى من أفعال القلوب أو بمعنى أبصرت. (هندي).
(٨) قوله : (كوادي السباع) اسم موضع ومفعول ثان مقدم أو حال متقدمة من قوله : (واديا) وهو مفعول لأرى بمعنى أبصر. (هندي).
(٩) قوله : (حين) مفعول فيه لمعنى التشبيه المستفاد من الكاف وجوز الهندي كونه ظرفا لقوله لا أرى.
(١٠) قوله : (واديا) عطف بيان أو بدل أو حال موطئة أو تمييز على نحو : عبدي مثل زيد رجلا وإنما أورد المظهر مع تقدير الذكر فلا يدخل المضمر ولمكان التهويل بالذكر.