(في نفسه) أي : في نفس (١) ما دل يعني (٢) : الكلمة.
والمراد (٣) بكون المعنى في نفس الكلمة دلالتها عليه من غير حاجة إلى ضم كلمة أخرى إليها لاستقلاله بالمفهومية.
ويمكن إرجاع الضمير في (نفسه) إلى المعنى وحينئذ (٤) يكون المراد : يكون (المعنى في نفسه) استقلاله بالمفهومية فمرجع كون المعنى في نفسه وكونه في نفس الكلمة إلى أمر واحد وهو استقلاله بالمفهومية لكن المطابق (٥) لما ذكر في وجه الحصر إرجاع الضمير إلى (ما دل) كما لا يخفى أعلم (٦) أن الفعل مشتمل على ثلاثة (٧) معان :
__________________
ـ مقترنا بما ليس صفة ؛ لأنه وإن جاز لكن كون الفاصل صفة أعذب ومن الفهم أقرب. (عصام في بحث الاسم).
(١) قوله : (أي : في نفس ما دل) له جمع بين ما دل والكلمة في التفسير إشارة إلى معرفة وجه تذكير الضمير وهو أنه باعتبار لفظ ما دل دون معناه. (عصام).
ـ قوله : (أي : في نفس ما دل) لا نفس الفعل وإلا يتوقف معرفة المعرف على معرفة الكلمة للعرف ويلزم الدور يعني يتوقف معرفة الفعل على معرفة تعريفة ومعرفة تعريفه على معرفة الفعل فيلزم الدور. (حيدر).
(٢) قوله : (يعني الكلمة) فسر ما دل بالكلمة المعرفة إشارة إلى أنه لا يخالف ما يستفاد من دليل الحصر من إرجاع الضمير إلى الكلمة أولى إذ الضمير الراجع إلى النكرة معرفة كما هو التحقيق وللتنصيص على اختلاف التوجيهين والأوجه أن التفسير الثاني لإفادة أن المرجع نفس جامع ما في حيزه من الصفة والصلة.
(٣) قوله : (والمراد) أي : المقصود به والحاصل منه ذلك لأنه مفسر له حتى يرد أن صيغة المعنى كيف تفسر بصيغة اللفظ وأنه يصير المعنى ما دل على معنى دلت عليه الكلمة بالاستقلال ويحتاج إلى تكلفات. (محشي ك).
(٤) قوله : (وحينئذ يكون المراد) ؛ لأن كون الشيء في نفسه كناية عن استغلاله وعدم احتياجه إلى الغير ولما وصف المعنى أي : المفهوم الحاصل في الذهن به يكون المراد منه استقلاله بالمفهومية. (سيالكوني).
(٥) قوله : (لكن) استدراك لدفع توهم ناش من كون ما لهما الحاضر واحد وهو أنه كيف رجح الوجه الأول وما له إلى الثاني.
(٦) ولما كان للفعل معان بعضها مستقل بالمفهومية كالاسم وبعضها غير مستقل بالمفهومية أراد أن يبين ما هو المراد حتى لا يرد على التعريف نقض بالحرف فقال : (اعلم ... إلخ). (أيوبي).
(٧) هذا هو المشهور فيما بين القوم والتحقيق أنه مشتمل على أربعة معان رابعها تفيد الحدث ـ