(ومن خواصه) أي : من خواص الفعل (دخول قد) (١) لأنها إنما تستعمل (٢) لتقريب الماضي إلى الحال أو لتقليل (٣) الفعل ، أو تحقيقه وشيء من ذلك لا يتحقق إلا في الفعل.
(و) دخول (السين (٤) وسوف) لدلالة الأول على الاستقبال القريب والثاني على الاستقبال البعيد (و) دخول (الجوازم) لأنها وضعت (٥) إما لنفي الفعل ك : (ألم ولما) أو لطلبه كلام الأمر ، أو لنهي عنه ك : (لا) النهي ، أو لتعليق الشيء بالفعل كأدوات الشرط.
وكل من هذه المعاني لا تتصور إلا في الفعل.
(ولحوق تاء التأنيث) عطف على دخول (قد).
وإنما خص به لحوق تاء التأنيث ؛ لأنها تدل على تأنيث الفاعل فلا تلحق إلا بما له فاعل ، والصفات (٦) استغنت عنها بما لحقها من التاء المتحركة الدالة على تأنيثها وتأنيث فاعلها.
__________________
ـ بأحد الأزمنة الثلاثة فقط فيكون نقيض الشرط أولى بالجزاء لا تكلف إذ على تقدير عدم الاشتراك يكون اقترانه بأحد الأزمنة الثلاثة أولى وأظهر. (سيالكوني).
(١) قوله : (قد) لأنه إما للتقريب نحو : قد قامت الصلاة أو للتقليل نحو : إن الكذوب قد يصدق أو للتحقيق نحو : قد يعلم الله وهي مختصة بالأفعال. (موشح).
(٢) قوله : (إنما يستعمل ... إلخ) أي يجب الوضع فلا يرد أنه يستعمل للتكبير فلا يصح الحصر وكلمة أو لمنع الخلو إذ لابد فيها من التحقيق. (س).
(٣) قوله : (أو لتقليل الفعل) فإن قلت المراد من الفعل احدث إذ لا معنى لتقليل الفعل الاصطلاحي وتحقيقه فلا يصح قوله : (وشيء من ذلك لا يتحقق) إلا في الفعل قلت : كأنه أراد الفعل الاصطلاحي وأراد بقوله : تعليل الفعل تعليل مدلول الفعل ؛ لأن الظاهر حينئذ أن يقول : شيء من ذلك لا يتحقق إلا فيه بالضمير فتأمل. (عصام).
(٤) فأما السين وسوف فسماهما سيبويه حرفي التنفيس ومعناه تأخير الفعل إلى الزمان المستقبل وعدم التنفيس في أمال يقال : تنفست الخناق أي : وسعته وسوف أكثر تنفيسا من السين وقيل : إن السين منقوص من سوف دلالة بتقليل الحرف على تقريب الحرف. (شيخ رضي).
(٥) فإنهما وضعتا لنفي الحدث الذي في مدخولهما نحو : لم يلد ونحو لما يعلم الله. (شرح).
(٦) كأنه قيل : أنتم قلتم أن تاء التأنيث الساكنة لم يلحق إلا بما له فاعل ولم لم يلحق بالصفة المشبهة ولها فاعل فأجاب بما ترى. (علي الرضي).
ـ كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة.