الظن (١) (هي) (أن) (المخففة من (أن) المثقلة) لأن المخففة للتحقيق ، فيناسب العلم بخلاف الناصبة فإنها للرجاء والطمع فلا يناسبه.
(وليست) أي : (أن) الواقعة بعد العلم (هذه) أي : (أن) الناصبة (نحو (علم أن سيقوم (٢) ، وأن لا يقوم) و (أن) (التي تقع بعد الظن ففيها (٣) الوجهان) لأن الظنّ باعتبار دلالته على غلبة (٤) الوقوع يلائم (أن) المخففة الدالة على التحقيق ، وباعتبار عدم اليقين يلائم (أن) المصدرية ، فيصح وقوع كليهما : فيجري (٥) في (أن) التي بعد الوجهان.
(ولن) (٦) مثل : (لن أبرح) ومعناها) أي : معنى (لن) (نفي المستقبل) نفيا مؤكدا (٧) لا مؤبدا ، وإلا يلزم أن يكون في قوله تعالى : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) [يوسف : ٨٠] تناقض ؛ لأن (لن) تقتضي معنى التأييد و (حتى) تقتضي الانتهاء.
(وإذن) (٨) التي ينتصب المضارع (إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها) أي : أن لم
__________________
(١) أراد أن الضمير لمجرد التأكيد والفرق بين الخبر والنعت سواء قلنا : إنه مبتدأ أو ضمير فصل وليس لقصر المسند على المسند إليه ولا عكسه ؛ لأنه يصير قوله : وليست هذه تأكيد التكرار والأصل عدمه. (حكيم).
(٢) والفرق بين أن المخففة وأن المصدرية إذ أن المخففة يجيء بعد السين أو سوق أو لا النافية مثل : أن سيقوم وأن لا يقوم. (وافية).
(٣) ودخول الفاء في الخبر لتضمن المبتدأ معنى الشرط كما في : الذي يأتيني فله درهم. (معرب).
(٤) أي : كون جانب الوقوع غالبا على عدمه وليس المراد بغلبته كثرته كما هو المتبادر وقال عبد الحكيم : فالمراد بغلبة الوقوع كثرته فإن المظنون أكثر في الوقوع.
(٥) قوله : (فيجري) ذكر النتيجة بعد إقامة الدليل وذكر المدعي إشارة إلى إيصاله إليها وترتيبها عليه. (سيالكوني).
(٦) وأصل لن لا أن عند الخليل فحذفت الهمزة للتخفيف ثم الألف لالتقاء الساكنين ولا عند الفراء فقلبت الألف نونا وحرف برأسه عند سيبويه. (موشح).
(٧) قوله : (نقيا مؤكدا) في المعنى ولا تفيد لن توكيد النفي خلافا للزمخشري في كشافه ولا شيء بيده خلافا له في أنموذجه وكلاهما دعوى بلا دليل ولو كانت للتأييد لم يفيد منفيها باليوم في قوله : تعالى : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)[مريم : ٢٦] ولكان ذكر الأبد في قوله تعالى : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً)[البقرة : ٩٥] تكرارا والأصل عدمه. (سيالكوني).
(٨) قوله : (وإذن) إنما تنصب الفعل المضارع بشرطين :
ـ أحدهما : أن يكون ما بعدها معتمدا على ما قبلها أي : أن لا يكون ما بعدها معمولا لما ـ