يكن ما بعدها معمولا لما قبلها ، فإنه إذا اعتمد ما بعدها على ما قبلها لا ينتصب بها المضارع ؛ لأنها لضعفها لا تقدر أن تعمل فيما اعتمد على ما قبلها فصار كأنه سبقها حكما ، (وكان) عطف على (لم يعتمد) أي : ينتصب بها المضارع إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها. وإذا كان (الفعل) المذكور بعدها (مستقبلا) لكونها جوابا (١) وجزاء ، وهما(٢) لا يمكنان إلا في الاستقبال. (٣)
فإن فقد أحد الشرطين ، نحو : (أنا أذن أحسن إليك) وكقولك لمن يحدثك ، إذن أظنك كاذبا ، أو كلاهما كقولك لمن يحدثك : أنا إذن أظنّك كاذبا ، وجب الرفع.
(مثل) قولك لمن قال : أسلمت (إذن (٤) تدخل الجنة) مثل : بمثال لا يحتمل إلا الاستقبال.
__________________
ـ قبلها وإلا لزم توارد العاملين على معمول واحد وهما إذن وما قبلها.
ـ والثاني : أن يكون الفعل مستقبلا لكونها جوابا وجزاء وهما لا يمكنان إلا في الاستقبال. (وافية).
(١) قوله : (لكونها) أي : في الأصل باعتبار مدخولها) جوابا لكلام مقدم صدر عن ذلك المتكلم نحو : إن جئتني إذن أكرمك أو من متكلم آخذ كما في مثال المتن وجزاء لشرط مذكور أو مقدر. (حكم).
ـ أي : جوابا لقوله : وجزاء لفعله والفارسي يقول : إن إذن قد يكون للجواب فقط نحو قولك : أحبك فيقال في جوابه : إذن أظنك صادقا فهنا لا يتصور فيه الجزاء إذ لا يجوز أن يكون التصدير إذا أحببتني أظنك صادقا. (سيد عبد الله).
(٢) قوله : (وهما لا يمكنان) أي كلاهما لا يمكنان إلا في زمان الاستقبال لا كل واحد منها فإن الجواب إنما يقتضي أن يكون متأخرا عن كلام سابق فيجوز أن يكون في الحال والشرط والجزاء يجوز أن يكونا ماضيين نحو : إن جئتني لأكرمتك ولا يجوز أن يكون الجزاء حالا وقد نص في الرضي أن الشرط والجزاء إما في المستقبل أو في الماضي ولا مدخل للجزاء في الحال. (حكيم).
(٣) لأن الجواب هو القول المقابل للقول المقابل والجزاء هو الفعل المقابل للفعل والمقابل لابد وأن يكون بعد المقابل له فيكونان في الزمان الآتي الذي هو الاستقبال. (وجيه الدين).
(٤) إن شرط وجوب انتصاب الفعل في الأفصح بعد إذن ثلاثة أشياء تصديره وذلك إذا كان جوابا وإن يليه الفعل غير مفصول بينهما بغير القسم والدعاء والنداء نحو : إذن والله أو رحمك الله أو يا زيد أكرمك وأن لا يكون الفعل حالا وأما إذا تصدر من وجه دون وجه كما إذا وقع بعد ـ