فقوله (إذن) مبتدأ ، وقوله : (إذا لم يعتمد) ظرف للانتصاب الملحوظ معها كما أشرنا إليه ، وقوله : (مثل : إذن تدخل الجنة) خبر المبتدأ.
فتمثيل (إذن) بهذا المثال على طريقة تمثيلات أخواتها إلا أنه لما كان انتصاب المضارع بها مشروطا بشرطين أشار إليهما فيما بين المبتدأ والخبر.
(وإذا وقعت) أي : إذن (بعد (١) الواو والفاء (٢) فالوجهان (٣) جائزان) ، النصب بناء على (٤) ضعف الاعتماد بالعطف ، لاستقلال المعطوف ؛ لأنه جملة (٥) ، والرفع باعتبار الاعتماد بالعطف (٦) وأن ضعف.
__________________
ـ العاطف كقولك : تأتيني فإذن أكرمك جاز لك نصب الفعل وترك نصبه وذلك لأنك عطفت جملة مستقلة على جملة مستقلة فمن حيث كون إذن في أول جملة مستقلة هو متصدر فيجوز انتصاب الفعل بعده ومن حيث كون ما بعد العاطف من تمام ما قبله بسبب ربط حرف العطف بعض الكلام ببعض هو متوسط وارتفاع الفعل بعد العاطف أكثر ولهذا لم يقرأ وإذن لا يثبتوا إلا في الشاذ ؛ لأنه غير متصدر في الظاهر. (رضي).
(١) قوله : (بعد الواو والفاء) خص بيان هذا الحكم في كتبهم بالواقع بعد الواو والفاء وكأنهم لم يجدوا وقوعهما بعد غيرهما من حروف العطف لا أنهم وجدوهما ولم يجدوها ذا وجهين تدبر. (عصام).
(٢) كقولك مجيبا لمن قال : أنا آتيك : فإذن أكرمك. (رضا).
(٣) قوله : (فالوجهان) في المعنى والتحقيق أنه إذا قيل : إن تزرني أزرك وإذا أحسن إليك فإن قدرت العطف على الجواب جزمت وبطل عمل إذن لوقوعها على حشوا وعلى الجملتين جميعا جاز الرفع ولنصب لتقدم العاطف ولا يجوز أن يقدر فيها الوجهان على قياس ما سبق إذ ليس في إذن وجهان بل فيما بعدها إلا أن يفسر الوجهان بالأعمال والإلغاء ولم يقدر الفعل لئلا يكون كنزع الخف قبل الوصول إلى الماء. (عبد الحكيم).
ـ أي : الإلغاء لحصلوا لاعتما وهو الأكثر وبه جاء في التنزيل : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ) والإعمال لاستقلال الفعل مع فاعله وقرئ : وإذا لا يلبثوا في غير السبعة. (خبيصي).
(٤) قوله : (بناء على ضعف) لأن حروف العطف لكونها أصلا في عطف المفردات يقتضي أن يكون المعطوف كالمعمول لما قبله لكن بدخوله على الجملة المستقلة ضعف الاعتماد فكأنه لم يعتمد فيجوز النصب. (سيالكوني).
(٥) لأن الفعل مع فاعله لما كان مفيدا مستقلا من غير النظر إلى حروف العطف فكأنه غير معتمد على ما قبلها. (وافية).
(٦) نظرا إلى ما هو الأصل فيه وإن لم يوجد هاهنا ، فلو فسّر الاعتماد بالارتباط بما قبله ـ