(وكي) التي ينتصب بها المضارع (مثل (أسلمت كي أدخل الجنة) ومعناها السببية) أي : سببية (١) ما قبلها لما بعدها كسببية الإسلام لدخول الجنة في المثال المذكور.
(وحتى) التي ينتصب المضارع بعدها (٢) بتقدير (أن) (إذا كان) أي : المضارع (مستقبلا بالنظر إلى ما قبلها).
وإن كان بالنظر (٣) إلى زمان المتكلم ماضيا أو حالا أو مستقبلا. (بمعنى كي) أي : حال كون (حتى) بمعنى (كي) للسببية (٤) (أو إلى) لانتهاء الغاية ، مثل : (أسلمت حتى ادخل الجنة) مثال ل : (حتى) بمعنى (كي) ولاستقبال المضارع بالنظر إلى ما قبلها وبالنظر إلى زمان التكلم (٥) أيضا.
(و (كنت سرت حتى أدخل البلد) مثال ل : (حتى) بمعنى (كي) أو (إلى) ولاستقبال المضارع بالنظر إلى ما قبله ، وأما بالنظر إلى زمان التكلم فيحتمل أن يكون ماضيا أو حالا أو مستقبلا (٦).
__________________
ـ فجعل الشرطان لوجوب الانتصاب كما فعله الرضي لم يحتج إلى هذه التكلفات. (حكيم).
(١) ولما كان السببية نسبة تقتضي سببا ومسببا فسرها بقوله أي : سببية ما قبلها. (أيوبي).
(٢) وإنما أضمر أن بعد حتى لكونها حرف جر وامتناع دخول حرف الجر على الفعل فأضمر أن ليكون في تقدير الاسم. (وافية).
(٣) قوله : (وإن كان بالنظر) سواء كان وقت الإخبار ماضيا أو حالا أو استقبالا أو لم يكن على أحد الوجه الثلاثة وذلك بأن حصل منك السير إما للدخول أو إلى الدخول ثم عرض مانع من حصوله فلم يكن الدخول حاصلا لا ماضيا ولا حالا ولا مستقبلا. (شيخ الرضى).
(٤) قوله : (بمعنى كي للسببية) لا فائدة لتقييد كي بقوله : (للسببية) سيما وقد علم معنى كي قبيل ذلك لكن تقييد إلى بمعنى انتهاء الغاية للاحتراز عن إلى بمعنى مع ، فإن قلت : حتى أيضا بمعنى انتهاء الغاية فلم قال بمعنى إلى ولم يقل إذا كان بمعناها أو معنى كي ، قلت : كأنه أراد به لا يشترط في حتى هذه أن يكون مجروره آخر جره مما قبله أو متصلا بآخر جزء منه. (عصام).
(٥) يعني أن مضمون قوله : (أدخل الجنة) وهو دخول الجنة يقع مستقبلا ومتأخرا عن الإسلام لكونه سببا له وقد وجدت صحة الانتصاب بهذا القدر مع أنه مستقبل أيضا بالنظر إلى زمان المتكلم لوقوع التكلم في الدنيا ووقوع الجنة في العقبى. (محرم).
(٦) بأن أخير بعد الدخول أو حالا بأن آخر حال الدخول أو مستقبلا بأن منع مانع من الدخول في زمان التكلم وكان قاصدا للدخول بعده. (سيالكوني).