(أو استفهام) (١) نحو : (هل عندكم ماء فأشربه؟) أي : هل يكون منكم ماء فشرب مني؟.
(أو نفي) (٢) نحو : (ما تأتينا فتحدثنا) أي : ليس منك إتيان فتحديث منا.
ويندرج فيه التخصيص نحو : (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) [الفرقان : ٧] لاستلزامه نفي فعل (٣) فيندرج في النفي.
(أو تمن) نحو : (ليت لي مالا فأنفقه) أي : ليت لي ثبوت مال فاتفاق مني.
ويدخل فيه ما وقع على صيغة الترجي نحو : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ) [غافر : ٣٦ ـ ٣٧](٤) بالنصب على قراءة حفص.
(أو عرض) (٥) نحو : ألا تنزل بنا فتصيب خيرا ، أي : ألا يكون منك نزول فإصابة خير منا.
__________________
(١) كقوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا)[الأعراف : ٥٣]. (رضا).
(٢) نحو : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)[فاطر : ٣٦] أي : لا تكون قضاء عليهم لموت منهم. (محرره).
(٣) وهو نفي الإنزال ونفي كون الملك نذيرا مع الرسول يعين لم يوجد واحد منهما فإذا دل التخصيص على النفي بالالتزام. (محرره).
(٤) قوله : (لعلي أبلغ الأسباب) بمعنى التمني لامتناع بلوغه أسباب السموات ، وفي إيراده في صورة الترجي تهكم واستهزاء حيث اعتقد ممتنع الحصول مرجوا وفي المعنى فاطلع بالنصب عطف على معنى لعلى أبلغ وهو لعلى أن أبلغ فإن لعل تقترن كثيرا بأن ويحتمل أن يكون عطف على الأسباب على حد وليس عبارة وتقر عيني ومع هذين الاحتمالين يندفع قول الكوفي : إن في هذه القراءة حجة على جواز النصب في جواب الرضي حملا على التمني انتهى فيجوز أن يكون تركه ؛ لأنه مذهب البصريين. (عبد الحكيم).
ـ فإن قيل : القول بأن لعلى مخصوص بالممكن منقوض بقوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ) قلنا : هذا حكاية قول فرعون وهو صور ذلك بصورة الممكن ادعاء منه على إمكانه لغرضه الفاسد. (سروري حكيم).
ـ لاشتراكهما في الطلب أو النفي واختار الرضي أنه مبتدأ محذوف الخبر ؛ لأن فاء السببية مع أن مجيئها للعطف قليل مختصة بعطف الجمل نحو : الذي يطير فيغضب زيد الذباب. (سيالكوني).
(٥) أي : عرض الحال على المخاطب فالمعروض عليه النزول مع إصابة الخير. (رضا).