والجزاء التي بعضها من الأسماء وبعضها من الحروف.
ولهذا اختار لفظ (الكلم) (١) والمجزوم بها فعلان.
(وهي) أي : كلم المجازاة (أن ، ومهما ، وإذما ، وحيثما).
ف : (إذ) و (حيث) (٢) يجزمان المضارع مع (ما) وأما بدونها فلا.
(وأين ومتى) وهما يجزمان المضارع مطلقا سواء كانا مع (ما) أولا ، (و (ما ومن وأيّ (٣) وأنّى) وأما) انجزام المضارع (مع (كيفما (٤) وإذا) ، فشاذ) لم يجيء (٥) في كلامهم على وجه الاطراد.
أما مع (كيفما) فلان معناه عموم الأحوال فإذا قلت : كيفما تقرأ اقرأ ، كان معناه على أي حال وكيفية تقرأ أنت أنا أيضا اقرأ عليها.
ومن المتعذر (٦) استواء قراءة قارئين في جميع الأحوال والكيفيات وأما مع (إذا) فلأن كلمات الشرط إنما تجزم لتضمنها معنى (أن) التي هي موضوعة للإبهام (٧) ، و (إذا)
__________________
ـ بمعنى الجزاء ؛ لأن الجزاء يستعمل بمعنى الجملة الجزائية كثيرا. (حكيم).
(١) دون لفظ الحروف ؛ لأنه يعم الاسم والفعل بخلاف لفظ الحروف. (وجيه).
(٢) ولما كان بين المذكورات فرق في الجزم مطلقا وفي الجزم بالمقارنة أشار إليه بقوله : (وإذ ... إلخ).
(٣) بالتنوين وهو أيضا مما يجهز المضارع مطلقا سواء مع ما نحو : قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)[الإسراء : ١١٠] أو بدونه. (عصام).
(٤) في كيفما شذوذان إذ كونها من كلم المجازات كافهم بها شاذ. (عصام).
(٥) قوله : (يجيء) أي : ليس معنى الشاذ مخالف القياس لا مخالف الاستعمال الفصيح ؛ لأنهما إذا تضمنا معنى الشرط فانجزام المضارع بعدهما قياس واقع في استعمال الفصحاء بل معناه أن الجزم بعدها مع إرادة معنى الشرط قليل لم يسمع في السعة. (عبد الحكيم).
(٦) قوله : (ومن المتعذر) فإذا تعذر الاستواء تعذر اعتبار ومعنى الشرط فيه فلا تكون متضمنة لمعنى أن فلا تجزء وأما ما جاء في الشعر فللضرورة بإجرائه مجرى الشرط لكونه في صورته أو باعتبار عدم الاعتداد ببعض الأحوال والكيفيات واعتبار استوائهما في البعض وبذلك ضعفت الشرطية فلم تجزم. (سيالكوني).
(٧) في وجود مدخوله في اعتقاد المتكلم فإنها موضوعة لتعليق شيء بشيء مفروض وجوده في المستقبل مع عدم القطع بوقوعه أو لا وقوعه. (محشي).