(ولا النهي) هي لا (المطلوب بها الترك) أي : ترك الفعل.
وفي بعض النسخ (ولا النهي ضدها) أي : لا النهي التي هي ضد لام الأمر. وهي التي يطلب بها ترك الفعل ، وهي تدخل على جميع أنواع المضارع ، المبني للفاعل والمفعول ، خاطبا أو غائبا أو متكلما.
(وكلم المجازاة) (١) المذكورة من قبل (تدخل على الفعلين لسببيّة) الفعل (الأول ، ومسببية) الفعل (الثاني) أي : لجعل الفعل (٢) الأول سببا والثاني مسببا.
وفي شرح المصنف (وكلم المجازاة ما يدخل على شيئين لتجعل (٣) الأول سببا للثاني).
ولا شك (٤) أن كلم المجازاة لا تجعل الشيء سببا للشيء فالمراد (٥) بجعلها الشيء سببا: أن المتكلم اعتبر سببية شيء لشيء ، بل بلزومية (٦) شيء لشيء وجعل كلم
__________________
(١) قوله : (كلم المجازاة) وهي من الحروف إن ومن الأسماء غير الظروف من وما وأي ومن الظروف الستة الباقية بلا شذوذ وهي أين ومتى وأنى ومهما وحيثما وإذما ومع الشذوذ كيفما وإذا. (خبيصي).
(٢) ولما كان السبب أعم من السبب الحقيقي ومن السبب الجعلي وكان المراد هذا الأعم ولم تساعد عبارة المصنف في كافيته لإفادة المراد أراد أن يفسر مراده قال : (أي : الجعل).
(٣) أي : للدلالة على السببية الجعلية كما يدل عليه بيانه والتفسير بإفادة كون الأول سببا للثاني خلل عن هذه الفائدة بل يتبادر منه السببية المحققة فلذا لم يفسرها بها أي : كلم المجازاة. (سيالكوني).
ـ قوله : (لتجعل الأول) فهذا قرينة على أن مراده بالسببية هو المعنى الأعم يعني سواء كان سببا له في الحقيقة أو في اعتبار المتكلم. (محرم).
(٤) ولما أسند الجمع إلى تلك المتكلم أشار إلى أن إسناده إليها مجاز فقال : (ولا شك).
(٥) قوله : (فالمراد بجعلها الشيء سببا) يعني : أن المراد يجعلها الشيء سببيا لإفادتها السببية التي اعتبرها المتكلم بين الشيئين سواء كانت تلك السببية حقيقة أو لا بل ملزومية شيء لشيء على ما حققه الرضي لئلا يرد نحو : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)[النحل : ٥٣] ونحوه إعراض عن معنى إلى معنى أو من لفظ إلى لفظ أظهر حكيم. (وجيه الدين).
(٦) قوله : (بل ملزومية شيء) إشارة إلى ما ذكره الشيخ الرضي معترضا على الشيخ ابن الحاجب حيث قال : إن الشرط سبب والجزاء سبب بأن الشرط عندهم ملزوم والجزاء لازم سواء كان ـ