المجازاة دالة عليها.
ولا يلزم (١) أن يكون الفعل الأول سببا حقيقيا للثاني ، لا خارجا ولا ذهنا بل ينبغي أن يعتبر المتكلم بينهما نسبة يصح بها أن يوردهما في صورة السبب والمسبب ، بل الملزوم واللازم كقولك : (إن تشتمني أكرمك) فالشتم ليس سبا حقيقيا للإكرام ، ولا الإكرام مسببا حقيقيا له ، لا ذهنا ولا خارجا ، لكن المتكلم اعتبر تلك النسبة بينهما إظهارا لمكارم(٢) الأخلاق يعني أنه منها بمكان يصير الشتم الذي هو سبب الإهانة عند الناس سبب الإكرام عنده.
(ويسميان) أي : هذان الفعلان ب : أولهما : (شرطا) لأنه (٣) شرط لتحقق الثاني (و) ثانيهما.
(جزاء) (٤) من حيث (٥) أنه يبتني على الأول ابتناء الجزاء على الفعل (٦).
__________________
ـ سببا نحو : لو كانت الشمس طالعة فالنهار موجود أو شرطا نحو : إذا كان لي مال فججت أولا شرطا ولا سببا نحو : إن كان زيد أبي فكنت ابنه وإن كان النهار موجودا فالشمس طالعة إلى غير ذلك ولعل مرادهم بالسببية مجز التوصل في اعتقاد المتكلم ولو دائما فيؤل إلى الملازمة الادعائية. (عبد الحكيم).
(١) قوله : (ولا يلزم) عطف على اعتبر داخل تحت المراد وعائد المعطوف عليه كاف في الربط أو استيناق لبيان فائدة قيد الاعتبار. (سيالكوني).
(٢) قوله : (لمكارم الأخلاق) جمع للكرمة بمعنى الكريمة والإضافة من قبيل أخلاق ثياب أي : الأخلاق المستحسنة المرضية. (حكيم).
(٣) قوله : (لأنه شرط) لتحقق الثاني الشرط ما يتوقف عليه الشيء ويكون خارجا عنه. (وجيه الدين).
(٤) قوله : (جزاء) مجاز بطريق التشبيه من حيث أنه يبتنى على الأول ابتناء الجزاء على الفعل فإن لافتضائه الشرط والجزاء وجعلهما كشيء واحد المفتضيين طولا في الكلام أعمل الجزم تخفيفا وكذا العشرة الباقية تصمنها معنى أن لمناسبتها إياها في الإبهام. (اطه وى).
(٥) قوله : (من حيث أنه يبتنى على الأول) قد يبتنى كذلك وذلك إذا كان الأول سببا وأما إذا كان ملزوما من غير سببية فليس الأمر كذلك والأظهر أن المراد أنه يسمى الفعل الفعلان مع ما تعلق بهما شرط وجزاء ؛ لأن الشرط هو الجملة الأولى والجزاء هو الجملة الثانية. (عصام).
(٦) قوله : (الجزاء على الفعل) يعني أنه من قبيل تسمية المشبه باسم المشبه به. (محرم).