(فإن كانا) أي : الشرط والجزاء (مضارعين) (١) نحو : (إن تزرني أزرك) (أو الأول) فقط.
(مضارعا) (٢) نحو : (إن تزرني فقد زرتك).
(فالجزم) واجب في المضارع لدخول الجازم وهو (إن) أو ما يتضمنها مع صلاحية المحل.
(وإن كان الثاني) مضارعا (فالوجهان) أي : ففيه الوجهان ، الجزم لتعلقه بالجازم ، وهو أداة الشرط والرفع (٣) ، لضعف التعلق لحيلولة الماضي والفعل بغير المعمول ، نحو : (إن أتاني زيد آته (٤) أو آتيه).
(إذا كان الجزاء (٥) ماضيا (٦) بغير (قد) لفظا) تفصيل للماضي ، نحو : إن خرجت خرجت ، (أو معنى) نحو : إن خرجت لم أخرج.
ويحتمل أن يكون تفصيلا ل : (قد) أي : لم يقترن ب : (قد) سواء كان (قد) ملفوظا ، كقوله تعالى : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) [يوسف : ٧٧] أو معنويا مقدرا كقوله تعالى : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ) [يوسف : ٢٦] أي : فقد صدقت.
(لم يجز الفاء) في الجزاء لتحقق (٧) تأثير حرف الشرط فيه لقلب معناه إلى
__________________
(١) وأن كانا ماضيين نحو : أن قمت قمت فلا جرم في كل واحد منهما لكونهما مبنيين. (وافية).
(٢) والثاني ماضيا فخبر كان محذوف نحو : فاني وقيار بها لغريب أو الأول عطف على المضمر المرفوع المتصل وهو ضمير كان بلا تأكيد لمكان المتصل. (هندي).
(٣) مثال الرفع قول زهير :
وإن أتاه خليل يوم مسغبة |
|
يقول لا غايب مالي ولا جرم |
(حاشية).
(٤) على كون الجزاء مرفوعا فإن علامة الرفع فيه الياء وحذفها علامة الجزم. (محرم).
(٥) لما فرغ من المسائل التي تتعلق بوجوب الجزء وجوازه شرع في المسائل التي تتعلق وجوب إدخال الفاء وجوازه وامتناعه فقال : (وإذا كان ... إلخ).
(٦) أشار إلى بيان الجزاء الذي يمتنع دخول الفاء عليه والجزاء الذي يجوز ولا يجب والجزاء الذي يجب والضابطة فيه إذا اثر حرف الشرط في الجزاء معنى قطعا لم يجز دخول الفاء عليه لعدم الاحتياج إليه وإن احتمل تأثيره وعدم تأثيره فيه جاز الأمر أن وإذا لم يؤثر قطعا يجب دخول الفاء عليه ليدل على أنه جواب الشرط. (وافية).
(٧) قوله : (لتحقق تأثير حرف الشرط) أي تحقق التأثير معنى وإن لم يتحقق لفظا أما إن ـ