(وإلا) أي : وإن لم يكن الجزاء الماضي أو المضارع المذكورين.
(فالفاء) (١) لازمة فيه ؛ لأن الجزاء حينئذ إما (٢) ماض ب : (قد) لفظا كما تقول: (إن أكرمتني اليوم فقد أكرمتك أمس) أو تقديرا كما تقول (إن أكرمتني اليوم فأكرمتك أمس) بتقدير (فقد أكرمتك) وعلى كلا التقديرين لا تأثير لحرف الشرط في الماضي (٣) ، فاحتاج إلى الرابطة وهي الفاء.
وإما جملة اسمية أو أمر أو نهي (٤) أو دعاء أو استفهام أو مضارع (٥) منفي ب : (ما أو لم (٦) أو لن) إلى غير ذلك ، كالتمني (٧) والعرض.
وفي جميع هذه المواضع لا تأثير لحرف الشرط في الجزاء (٨) ، فاحتاج إلى الفاء.
__________________
(١) لتعذر تأثير أداة الشرط في الجزاء هو فيما كان الجزاء جملة اسمية كقوله تعالى : (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ)[الأنبياء : ٣٤] إذ يتعذر تأثير حرف الشرط في الاسم لكن يجوز العطف على الجملة الاسمية بالجزء لكونها في محل مجزوم ومنه قوله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ)[الأعراف : ١٨٦] ويذرهم بالجزم في بعض القراءة.
(٢) قوله : (أما ما من ؛ لأن انتفائهما) إما بانتفاء أن يكون فعلا بل جملة اسمية وبانتفاء كونه ماضيا ومضارعا بمعناهما المحققين فيكون إما أمرا أو نهيا أو دعاء أو استفهاما ما أو إنشاء من غير طلب أو بانتفاء تجرد الماضي عن قد ونحوه فيكون بقد وما ولا وبانتفاء تجرد المضارع عن الحروف فيكون بالسين وسوف وأن ولام الأمر ولا النهي أو بانتفاء كون المضارع المنفي بلا بأن يكون منفيا بلن وما فإنه يجب في جميع هذه الصور الفاء. (حكيم).
(٣) أما في لفظ الماضي فظاهر وأما في معناه فلان لما كان مقارنا بقد امتنع أن يراد به الاستقبال. (أيوبي).
(٤) قوله : (أو نهى) كقوله تعالى : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ.) (أمير).
(٥) نحو : إن لم يضربك زيد فاضربه أو مضارع منفي بما نحو : أن لم يضربك زيد فما تضربه ووجه عدم تأثير حرف الشرط فيهما أن الاستفهام يبقى على احتماله ولا ينقلب إلى المستقبل والنفي بما للحال غير انقلاب. (عصام).
(٦) الواجب إسقاط قوله : (أو لم) فإنه صرح فيما سبق أنه ماض معنى مندرج في قوله : (إذا كان ماضيا بغير قد) وفي بعض النسخ لم يوجد.
(٧) ووجه عدم تأثير حرف الشرط في الدعاء والتمني أنهما مستقبلان تحقيقا قبل دخول أن فلا تأثير له فيهما معنى. (عصام).
(٨) أما في الاسمية فظاهر وأما في الأمر والنهي والدعاء والتمني والعرض والمنفي إن فلان ـ