(ويجيء إذا) التي للمفاجأة (مع الجملة الاسمية) التي وقعت جزاء (موضع (١) الفاء) (٢) لأن معناها قريب من معنى الفاء ؛ لأنها تنبئ عن حدوث أمر بعد أمر ، ففيها معنى الفاء التعقيبية (٣) ولكن الفاء أكثر.
وإنما اشترط اسمية الجملة الجزائية ، لاختصاصها بها ؛ لأن (إذا) الشرطية مختصة بالفعلية ، فاختصت هذه بالاسمية فرقا بينهما ، كقوله تعالى : (إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم : ٣٦] أي : فهم يقطنون.
(وأن) التي يجزم بها المضارع حال كونها (مقدرة) إنما كانت مقدرة (بعد الأمر)(٤) نحو : (زرني أكرمك) أي : إن تزرني أكرمك.
(والنهي) نحو : (لا تفعل الشر يكن خيرا لك) أي : إن لم تفعله يكن خير لك.
(والاستفهام) نحو : هل عندكم ماء أشربه) لأن المعنى : إن يكن عندكم ماء أشربه.
(والتمني) نحو : (ليت لي مالا أنفقه) لأن المعنى إن يكن لي مال أنفقه (والعرض) نحو : (ألا تنزل تصب خيرا) أي : إن تنزل تصب خيرا ، إذا كان (٥) المضارع الواقع بعد
__________________
ـ زمانها الاستقبال قبل دخول التغيير إلى الاستقبال كالجملة وأما النفي بما فلانها لنفي الحال صريح فيه ويكون المراد بالمنفي بما الحال مع كونه جوابا للشرط. (وجيه الدين).
(١) أي : نائبا منا بها في جواب الشرط ولذا لا يجتمعان فيه واجتماعهما في نحو : خرجت فإذا السبع لا يضره. (وجيه الدين).
(٢) قوله : (موضع الفاء) نبه على أن الفاء وإذا لا يجتمعان ولذا لم يقل : ويكتفي بإذا مع الجملة الاسمية مع أنه أخصر. (عصام).
(٣) لأن غاية التعقيب أن يحدث أمرا عقيب أمر وهما مشتركان في تلك الإفادة. (أيوبي).
(٤) قوله : (بعد الا مرآه ... إلخ) أعلم أن كل ما يجاب بالفاء فينتصب المضارع بعدها يصح أن يجاب بمضارع مجزوم إلا النفي. (حكيم).
(٥) وإنما قيد بذلك ؛ لأن قصد السببية متوقف والا فالشرط هو قصد السببية. (وجيه الدين).
ـ قوله : (إذا كان) اعتبر الصلاحية) ؛ لأن في الطلب مع ذكر يصلح جزاء له معنى الشرط على ما صرح به الرضي وليس مجرد لنفسه أو ادعاء السببية كافيا في ذلك كما وهم. (وجيه الدين).
ـ الواهم عصام الدين حيث قال : لا حاجة في تقدير إن إلى اشتراط الصلاحية بل يكفي قصد السببية فإن تحقق السببية كان الكلام صادقا وإلا كاذبا أو ادعاء لنكتة فتدبر. (عليرضا).