(وحكم آخره) (١) أي ـ آخر الأمر في الحقيقة ـ عند البصريين الوقف والبناء على السكون ؛ لانتفاء ما يقتضي إعرابه وهو حرف المضارعة ؛ لأن مشابهته للاسم المقتضية للإعراب إنما هي بسببه وفي الصورة (حكم المجزوم) أي : مثل : حكم المضارع المجزوم في إسكان الصحيح وسقوط نون الإعراب وحرف العلة ؛ لأنه لما شابه ما فيه اللام من المجزوم معنى أعطي حكمه ، تقول (اضرب ، اضربا ، اضربوا) و (اخش وأغز وارم) كما تقول لم يضرب لم يضربا ، لم يضربوا) و (لم يخش ، ولم يغز ، ولم يرم)
وذهب الكوفيون إلى أنه معرب مجزوم بلام مقدرة.
(فإن كان بعده) (٢) أي : بعد حرف المضارعة أو بعد حذف حرف متحرك اسكن آخره (٣) ، وجعل ما بقي أمرا ، تقول في (تعد) عد وفي (تضارب) ضارب.
ولم يذكر المصنف هذا القسم لظهوره.
وإن كان بعده حرف (ساكن وليس) (٤) المضارع (برباعي) والمراد (٥) بالرباعي
__________________
(١) قوله : (وحكم آخره) لم يقل وحكمه ؛ لأن وظيفة النحو بيان حكم آخره لا مطلقا. (سيالكوني).
ـ قوله : (وحكم آخره) أي : آخر الأمر في الحقيقة يعني أن الأمر عند البصريين مبني وأن حكمه في الحقيقة البناء على السكون لانتفاء علة الإعراب إلا أنه جعل في الصورة حكمه حكم آخر المضارع المجزوم في حذف الحركات وحذف حرف العلة والنون لما شابه الذي فيه اللام معنى أعطى حكمه وعند الكوفيين إن معرب مجزوم قالوا حذف المضارعة مع عدم اللام مطرد لكثرة استعماله بخلاف أمر الغائب فإنه أقل استعمالا وبقي مجزوما بتلك اللام المقدمة. (وجيه الدين).
(٢) إذا عرفت تعريف الأمر وحكمه فاعلم طريق بنائه.
(٣) حقيقة بإزالة الحركة أو حكما بإسقاط النون وحرف العلة اللتين هما بمنزلة الحركة. (حكيم).
(٤) حال من ساكن والرابط من الحال إلى ذي الحال الواو فقط ولم يتقدم الحال على ذي الحال مع أنه نكرة محضة لكونه مقارنا بالواو ولأن الحال إذا اقترن بالواو كما في جاءني رجل والشمس طالعة لم يجز تقديم الحال على ذي الحال فضلا عن الوجوب رعاية لأصل الواو والذي هو العطف. (عصام).
(٥) قوله : (والمراد بالرباعي هاهنا) يعني : أن المراد بالرباعي في بيان موضع الأمر وبيان زيادة همزة الوصل في الأول وعدمها ما كان ماضيه على أربعة أحرف وهو باب الأفعال لا غير فإنه هو الرباعي الذي بعد حرف مضارعة ساكن فقط. (شيخ الرضي).