المتعدي (١) بخلافه) أي : بخلاف المتعدي يعني لا يتوقف فهمه على فهم أمر غير الفاعل ك: (قعد) ، فإنه وإن كان له بكل واحد من الزمان والمكان والغاية وهيئة الفاعل (٢) لكن فهمه مع النفلة عن هذه المتعلقات جائز ، وغير المتعدي (٣) يصير متعديا ، إما بالهمزة نحو أذهبت زيدا ، أو بتصفيف العين نحو فرّحت زيدا ، أو بألف المفاعلة (٤) نحو ماشيته ، أو لبسين الاستنعال نحو استخرجته ، أو بحرف الجر نحو ذهبت بزيد ، (والمتعدي يكون) متعديا (إلى) مفعول (واحد ك : (أعطى) وإلى اثنين ثانيهما عين الأول فيما (٥) صدق عليه (نحو (٦) علم ، وإلى) مفاعيل ثلاثة ك : (أعلم (٧).
__________________
(١) وعلامة اللازم ما كان فعل جميع البدن كقام وذهب وشبههما أو ما كان من فعل مفهوم العين أو من فعل مكسورة. (موشح).
(٢) قوله : (وهيئة الفاعل) قد حقق أن المفعول يبين الحالة أعم من المفعول فلا وجه لترك هيئة المفعول في هذا المقام فإن اللازم كالمتعدي له تعلق بهيئة الفاعل والمفعول. (فاضل محشي).
(٣) قوله : (وغير المتعدي) وما قيل أن المتعدي يصير لأن ما ثبوت الانفعال وتاء التفعلل فتوهم إذ معنى التعدي وصول الفعل إلى المفعول وعدم التعدي انقطاعه عنه فلا بد فيه من الاشتراك في المعنى وفيما نحن فيه ليس كذلك ؛ لأن باب الانفعال والتفعلل معناه التأثر والقبول والمطاوعة. (س).
(٤) اعلم أن الصرفيين لم يذكروا ألف المفاعلة وسين الاستفعال من أسباب التعدية ولعلهم لم يذكروهما اكتفاء بذكر غيرهما وإلا فلا فرق بينهما وبين التضعيف والهمزة. (أيوبي).
(٥) قوله : (ثانيهما غير الأول) كأعطى وهو سماعية كثيرة جمعتها إلى ستين وأرجو أن أضبطها وأعمل رسالة بها ينتفع الطالبون. (عصام).
(٦) قوله : (فيما صدق عليه) أي : فيما يحملان عليه فإن معنى الصدق الموصل بعلى سواء كانا كليين أو جزئيين أو أحدهما كليا والآخر جزئيا وإنما قيد بذلك لوجوب التغاير في المفهوم ليفيد الحكم. (س).
(٧) قوله : (نحو علم) هذا عند البصريين وقال الكوفيون : ثاني مفعول باب علمت حال وليس بشيء ؛ لأن الحال لا يكون علما وضميرا أو اسم إشارة ويجوز ذلك في هذين المنصوبين. (س).
(٨) قوله : (كأعلم) وأما علم فلم ينقل علمتك زيدا قائما بل لم يستعمل ثاني مفعولي علمت إلا ما هو مضمون الأول والثاني أو مضمون الثاني لعلمت تقوله في علمت زيدا عمرا منطلقا علمت زيدا انطلاق عمرو وعلمت زيدا انطلاق. (س).