والعامل (١) هاهنا ليس عاملا في الضمير وإنما هو عامل في اسم الفاعل والضمير فاعل له ، والضمير باق على ما كان عليه في الرفع.
فلو كانت ضمائر لا تتغير ، ألا ترى أن الياء في (تضربين) والنون في (تضربن) والواو في (تضربون) والألف في (تضربان) لا تتغير ، فهما أي : الألف والواو في الصفة حرف التثنية والجمع ، وليسا بمضمرين.
(ولا يسوغ) (٢) أي : لا يجوز ، الضمير (المنفصل) (٣) مرفوعا كان أو منصوبا لأجل شيء (إلا لتعذر المتصل) أي : لأجل تعذره ؛ لأن وضع الضمائر للاختصار ، والمتصل أخصر (٤) ، فمتى أمكن لا يسوغ الانفصال.
(وذلك) أي : تعذر المتصل (٥) (بالتقديم) أي : تقديم الضمير.
(على عاملة) لأنه إذا تقدم على عامله لا يمكن أن يتصل به ؛ إذ الاتصال إنما يكون بأخر العامل.
(أو بالفضل) الواقع (لغرض) لا يحصل إلا به ؛ إذ الفصل ينافي الاتصال وتركه يفوت الغرض.
(أو بالحذف) أي : حذف عامله (٦) ؛ لأنه إذا حذف علمه لا يوجد ما يتصل به.
__________________
(١) وأما إذا تغيرت عواملها فتغير لا محالة أما تغيرها بسبب تغير العوامل في غير مثل يضربان ويضربون فظاهر كما إذا دخلت النواسخ على الضمائر التي كانت مجرد عنها وكما إذ ابتدل ناسخ بغيره إلى غير ذلك.
(٢) جواب سؤال مقدر تقديره أن تغير الضمائر في اسم الفاعل بسبب العامل.
(٣) لما قسم الضمائر إلى المتصل والمنفصل أراد أن يبين أن أيهما من القسمين أصل في الضمائر وبأي علة يعدل بها في الأصل. (أيوبي).
(٤) قال : (ولا يسوغ المنفصل) لا ينحصر صور الانفصال في ذكره ؛ لأن الصفة الواقعة بعد حرف النفي أو حرف الاستفهام إذا كانت عاملة في الضمير الفاعل يجب انفصاله نحو أقائم أنتم ذلك لأن عامله أحد جزئي يحمله فاعتنى بإبرازه وكذا فاعل المصدر. (فاضل محشي).
(٥) فلأنها أقل حرفا ؛ لأنها إما ثلاثية أو ثنائية بخلاف الأسماء الظاهرة فإنها ثلاثية ورباعية وخماسية والضمير في إياكما وأنتما هو إيا وإن كان تقدم. (وجيه الدين).
(٦) على أن اللام في قوله : (إلا لتعذر المتصل) للتعليل ؛ لأنه علم في التعليل فتى أمكن لا يعدل لعنه وفيه تعريض لمن جوزهما هنا على السواء. (عصام الدين). ـ