وتقدير المضاف تكلف (١) وذلك ؛ لأن المعنى الأصلي : قارب زيد أن يخرج أي : الخروج ثم نقل (٢) إلى إنشاء الطمع (٣).
فالمضارع مع (أن) وإن لم يبق على المفعولية في صورة الإنشاء فهو مشبه بالمفعول الذي كان في صورة (٤) الخبر ، فانتصب لشبهه المفعول.
و (عسى) على هذا تامة.
وقال الكوفيون (أن يفعل) (٥) في محل الرفع بدلا مما (٦) قبله ، بدل الاشتمال ؛ لأن فيه إجمالا ثم تفصيلا (٧) ، وفي إبهام الشيء ثم تفسيره وقع عظيم لذلك الشيء في النفس.
وقال الشارح الرضي : والذي أرى (٨) أن هذا وجه قريب.
__________________
(١) قوله : (تكلف) إذا لم يظهر هذا التناف في اللفظ أبدا لا في الخبر كذا في الرضي واعتذر بعضهم بأنه من باب رجل عدل وصوم فلا يقدر مضاف. (وجيه).
(٢) فصار عسى زيد أن يخرج منقولا من معناه الأصلي الذي هو خيار المقاربة إلى معنى الإنشاء فكأن المتكلم قال : أنشأت طمعي بهذا اللفظ. (محرم).
(٣) أي : طمع حصول معنى الفعل لمرفوعها فلم يبقى معنى الفعل المتعدى وهو تعلق الحدث القائم بالفاعل بالمفعول فهو في الاستعمال الأول كالفعل المتعدى وفي الاستعمال الثاني كاللازم. (سيالكوني).
(٤) قوله : (في صورة الخبر) كما في ما أحسن زيدا فإن قيل : معناه شيء جعل حسن ثم تغير عنه بإفادة إنشاء التعجب فلم يكن مفعولا فصار في صورة المفعول ومشبها به. (وجيه الدين).
(٥) أي : مع فعلة الذي هو المضارع ليس بمنصوب الخبرية في التوجيه الأول ولا بمشابهة المفعول كما في التوجيه الثاني بل هو في محل الرفع. (تكملة).
(٦) قوله : (بدلا مما قبله) والفعل قاصر بمنزلة قرب كذا في المتفق وأما عسيت صائما وعسى الغدير أبؤسا فشاذان أو على تضمنها معنى كان أو على تقدير عسى الغدير أن يكون أبؤسا حذف الفعل مع أن لكثرة وقوعه بعد عسى. (س).
(٧) وهو ذكر الخروج بعده وكل لفظين إذا قصد الإجمال بالأول والتفصيل بالثاني يكون الثاني بدل الاشتمال من الأول. (أيوبي).
(٨) فيه أنه لا نسلم وجود معنى المقاربة في عسى فكيف يظن قرب هذا الوجه ومعنى التوقع والرجاء الذي اعترف به لا يتم المرفوع. (سيالكوني).