الرمة حين غيره ، وإنما هو كقوله تعالى : (لَمْ يَكَدْ يَراها)(١) وإنما هو (٢) لم يرها.
(وقيل (٣) : يكون) أي : النفي الداخل على (كاد) وما يشتق (٤) منه (في الماضي للإثبات وفي المستقبل (٥) كالأفعال) أي : كسائر الأفعال في إفادة النفي نفي مضمونه (تمسكا (٦) في الدعوى الأولى بقوله تعالى : (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١] وقد عرفت (٧) وجه (٨) التمسك ، والجواب (٩) عنه.
__________________
(١) في قوله تعالى : (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) ولا يصح أن يحمل هذه الآية على الإثبات ؛ لأن المقصود بيان شدة الظلمات وهو بانتفاء الرؤية والغرب لإثباتهما. (عبد الحكيم).
ـ أي : كلام المشتمل عليه بحينه فإن كان المراد به إثبات الفعل فأنا مقر بخطئي وأغيره إذا لم أجد وإذا كان نفيه كلامي على الصواب. (أيوبي).
(٢) يعني : المراد بالفعل الواقع خبر لكاد حال كونه منفيا مضارعا إنما هو النفي فإنه في معنى : لم يراها فإن المراد بتلك الآية تمثيل حال النار بمن كان في ظلمات عظيمة وبلغت في العظمة مبلغا ليس فوقها ظلمات (إِذا أَخْرَجَ) أي : ذلك الناظر (يَدَهُ) أي : أعضائه التي هي أقرب برمئاته (لَمْ يَكَدْ) أي : لم تقع لرؤية يده فضلا عن رؤية ما هو أبعد منها فح يكون معناها أنه لم يرها وهو منفى ولو كان المراد به الرؤية فهو في ظاهر الفساد. (تكملة).
(٣) وهو شروع في القول الثالث وهو الفرق بين الماضي والمضارع عند ذلك القائل.
(٤) زاد هاهنا لأنه لا يصح الحكم على النفي الداخل على كاد أنه في الماضي للإثبات وفي المستقل كسائر الأفعال فإن التفصيل لا بد له من الإجمال المشتمل عليه والنعيم السابق بكلمة ولا يصح هاهنا واختار ما يشتق على قوله : (ومستقبله) إشارة هاهنا إلى جواز تقديم الرجع من حيق المعنى باعتباره ذكر المشتق منه كالعكس إذا وجد على تعيين المشتق وهاهنا قوله : (في المستقبل) وأما كون الماضي مشتقا منه للمستقبل فباعتبار كونه مأخوذا منه وأن الأصل للكل المصدر. (حكيم).
(٥) والأولى : وفي المضارع وكأنه لخفاء الحال اقتصر على الماضي والمستقبل. (عصام).
(٦) قوله : (تمسكا) مفعول له لقيل ، على أن يكون مصدرا محمولا ، ولقالوا : المقدر على أن يكون مصدرا معلوما ، أو حال من فاعل قالوا المقدر ، أي : متمسكين. (وجيه زاده).
(٧) وقوله : (وقد عرفت وجه التمسك) وهو المراد إثبات الفعل أي : الذبح ، لا نافيه بدليل :(فَذَبَحُوها) وأما الجواب عنه فهو أن الذبح يعلم من قوله : (فذبحوها) لا من التقى الداخل على كاد وهذا مسلم بناء على ما مر من جواب لا بهيئته. (وجيه الدين).
(٨) وهو أنه لم يكن نفي كاد للإثبات للزم التناقض بين قوله : تعالى : (فَذَبَحُوها) وبين قوله تعالى : (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ.) (وجيه).
(٩) وهو انتفاء عدم فعلهم الذبح في وقت وثبوت الذبح في وقت فلا يلزم التناقض. (وافية).