وقال الفراء (١) وأبو علي : هي موصولة بمعنى (الذي) فاعل لنعم ، وتكون (٢) لصلة بأجمعها في (فنعما هي) محذوفة ؛ لأن (هي) مخصوصة أي : نعم الذي فعله هي ، أي : الصدقات.
وقال سيبويه والكسائي : (ما) معرفة (٣) تامة بمعنى الشيء فمعنى (فَنِعِمَّا هِيَ :) نعم الشيء هي ، ف : (ما) هو الفاعل لكونه بمعنى ذي اللام ، و (هي) مخصوصة (وبعد ذلك) الفاعل (المخصوص) (٤) بالمدح أو الذم.
وبعديته (٥) إنما هي بحسب الغالب ؛ لأنه قد يتقدم المخصوص ، فيقال : (زيد نعم الرجل) صرح به في (المفتاح).
(وهو) أي : المخصوص (مبتدأ ما قبله) أي : الجملة الواقعة قبله غالبا (خبره) ولم تحتج (٦) هذه الجملة الواقعة خبرا إلى ضمير المبتدأ ،
__________________
ـ [النساء : ٨٥] أو مذكور كما في (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا)[البقرة : ٩٠] أو غير موصوفة كما في : (نعما هي) [النساء : ٨٥] وقوله : (دققته دقا نعما). (عبد الحكيم).
(١) وهذا التركيب من النوع الثالث وهو مذهب الجمهور واختيار المصنف أشار إلى مذهب المخالف بقوله : (وقال الفراء). (شرح).
(٢) قوله : (فيكون) إشارة إلى تضعيفه لا نحذف الصلة أجمعها قليل وكذا يضعفه قلة وقوع الذي مصرحا به فاعلا لنعم وبئس. (سيالكوني).
(٣) قوله : (معرفة تامة) يضعفه عدم مجيء ما تامة بمعنى شيء في غير هذا الموضع بل بمعنى شيء نكرة أما موصوفة أو غير موصوفة وأيضا يلزم في نحو : قوله تعالى : (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)[النساء : ٨٥] حذف موصوف الجملة أي : شيئا يعظكم به والقول بكون الجملة معترضة لبيان استحقاق شيء المدح. (حكيم).
(٤) وإنما فعل ذلك لكون ذكر الشيء مبهما عم مفسرا أوقع في النفس من وقوعه مفسرا أولا واللام في فاعل لتعريف المعهود حتى يتصور الإبهام في الذهن على الأصح أو يفسر الفاعل بالواحد والجمع فلو كان للجنس لم يجز تفسيره بالثلاث وكذا المضاف التي المعرف باللام والمضمر أي : المعهود في الذهن ومن بعضهم أنه للعموم أي : للجنس اعلم أن المراد بالعموم إما أفراد الجنس أو هو الجنس. (خبيصي مع حواشيه).
(٥) قوله : (وبعديته) كأنه قيل : أنتم قلتم أن المخصوص بالمدح والذم يذكر بعد الفاعل مع أنه ليس كذلك بل يقدم في بعض المواضع في جانب بقوله : (وبعديته ... إلخ). (محرره).
(٦) رفع لما توهم أن الجملة إذا وقعت خبرا تحتاج إلى عائد إلى المبتدأ أو رفعه بأن الواقع خبرا ـ