وسميت (١) هذه الحروف حروف الإضافة أيضا ؛ لأنها تضيف الفعل أو معناه إلى ما يليه ، وحروف الجر ؛ لأنها تجر معاني الأفعال إلى ما يليه ، أو لأن أثرها فيما يليه (٢) الجر.
(وهي) (٣) أي : حروف الجر (من ، وإلى ، وحتى ، وفي) ذكر هذه الحروف على سبيل الحكاية (٤) ؛ لأنها ليس لها أسماء خاصة (٥) يعبر بها عنها (والباء واللام) ذكرهما باسميها لوجودهما ، وكذلك ذكر الواو والتاء والكاف بأسمائها حيث وجدت بخلاف ما بقي منها.
(ورب واوها) أي : الواو التي تقدر بعدها (رب) وفي عدها (٦) من حروف الجر تسامح (٧).
(واو القسم وتاؤه وباؤه وعن وعلى والكاف ومذ ومنذ وحاشا وعدا وخلا) فالعشرة الأول لا تكون إلا حروفا والخمسة التي تليها تكون حروفا وأسماء (٨) والثلاثة
__________________
(١) قوله : (وسميت هذه الحروف) قدمها على بيان وجه التسمية بحروف وإن كان الظاهر يقتضي تأخيرها ؛ لأن العلم بالاسم أهم بالنسبة إلى المتعلم في العلم بوجه التسمية. (حاشية).
(٢) فالجر اسم للإعراب المخصوص اصطلاحا كما في قولهم : (حروف النصب وحروف الجزم. (لاري).
(٣) هذا إشارة إلى عدها وهي ثمانية عشر على ما ذكر. (أمير).
(٤) الحكاية تبدل الشيء من موضع إلى موضع آخر بغير تبدل هيئته وصفته. (لمحرره).
(٥) بل الاسم الذي يعبر عنها إنما هو عام لغيره لحرف الجر وحرف الإضافة. (فاضل أمير).
(٦) قوله : (وفي عدها) أي : على مذهب سيبويه وإما على مذهب الأخفش والكوفيين فهي بمعنى رب جارة بنفسها. (س).
(٧) فإنها لاستلزامها تقدير حرف مطرد وعدم ظهورهما بعدها كأنها الجارة فالمراد من حروف الجر أعم من أن يكون جارة بنفسها أو باستلزامها إياها. (ك).
ـ قوله : (تسامح) ولذا لم يجمع واو القسم معها كما جمع باؤه مع الباءات فرقا بين العدد مسامحة والمعدود حقيقة والأظهر أنه اختار مذهب الكوفيين لم يجمعها مع واو القسم للتصريح بأنها جاره عنده ولذا لم يذكر التأويل مع أن رب مفسر بعدها أيضا ولا يضمر بدون هذه الحروف الثلاثة في الشعر أيضا إلا شاذا. (عصام).
(٨) يعلم ذلك بدخول من على عن وعلى نحو : من عن يميني أي : من جانب يميني ومن عليه أي : من فوقه. (محرره).