أعوذ به (١) : ألتجئ إليه.
(والتبين) بالجر (٢) عطفا على الابتداء ، أي : ويجيء (٣) (من) للتبين أيضا أي : لإظهار المقصود من أمر مبهم.
وعلامته (٤) صحة (٥) وضع الموصول في موضعه ، مثل : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠] فإنك لو قلت : (فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان) استقام المعنى.
(والتبعيض) أي : وقد يجئ (٦) (من) للتبعيض. وعلامته صحة وضع (بعض) مكانه نحو : (أخذت منه الدراهم) أي : بعض الدراهم.
(وزائدة) عطف على قوله للابتداء) فإنه مرفوع بالخبرية.
وزيادتها لا تكون إلا (في غير) (٧) الكلام (الموجب) نحو : (ما جاءني من أحد)(٨) و (هل جاءك من أحد) و (لا تضرب من أحد) (خلافا للكوفيين والأخفش) فإنهم يجوزون زيادتها في المجيب أيضا مستدلين بقولهم : (قد كان من مطر) فأجاب عن
__________________
(١) فحينئذ يفيد أن ابتداء التجائي وفراري من الشيطان وانتهائي إلى ربي. (أيوبي).
(٢) قوله : (بالجر عطفا) أشار بذلك إلى أن ما وقع في بعض النسخ وللتبيين بإعادة الجر غلط أو لا معنى لإعادة الجار هاهنا وتركه في قوله : للتبعيض. (س).
(٣) قوله : (ويجيء) لما كان دخول المعنيين تحت جار وأحد موهما لكون المجموع معنى من أزال ذلك الوهم بالتعبير المذكور وأفاد بلفظ يجيء إلى أن مجيئه للتبيين محقق سواء كان موضوعا له كما هو مذهب الجمهور أو راجعا إلى معنى الابتداء كما ذهب إليه الزمخشري. (حكيم).
(٤) أي : علامة اللفظية ، وأما المعنوية فتعلم من قوله : (لإظهار المقصود ... إلخ).
(٥) قوله : (صحة وضع الموصول في موضعه) بدون تفسير كما في الآية أو مع تفسير كما في قولهم : (قد كان من مطر إذا كانت من بيانية أي : الشيء الذي هو المطر. (حاشية).
(٦) قوله : (وقد يجيء) أشارا إلى أن مجيئه للتبعيض قليل بالنسبة إلى المعنيين السابقين وإلى أنه يجوز أن يكون موضعا له وأن يكون راجعا إلى الابتداء كما ذهب إليه المبرد وعبد القاهر والزمخشري ؛ لأن الدراهم في قولك : أخذت من الدراهم مبدأ الأفضل. (حكيم).
(٧) وقوله : (غير الموجب) سواء كان نفيا أو نهيا أو استفهام نحوها ما شيخ حلبي جاءني من أحد ولا تضرب من أحد وهل جاءني أحد أي : ما جاء في أحد ولا تضرب وهل جاءني أحد.
(٨) والدليل على زيادتها دخولها على ما يوصل الفعل إليه أعني الفاعل.