استدلالهم بقوله : (وقد (١) كان من مطر وشبهه) مما يتوهم منه زيادة (من) في الكلام الموجب (متأول) بكونها للتبعيض أو التبيين أي : قد كان بعض مطر ، أو شيء من مطر، أو هو وارد (٢) على الحكاية كأن قائلا قال هل كان مطر؟ فأجاب بأنه قد كان من مطر.
(وإلى للانتهاء) أي : لانتهاء الغاية
فهي بهذا المعنى مقابلة ل : (من) سواء كان في المكان ، نحو : (خرجت إلى السوق) أو الزمان ، نحو : (أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) أو غيرهما نحو : (قلبي إليك).
فإن قلت (٣) : المخاطب منته إليه ، باعتبار الشوق والميل.
(وبمعنى (مع) قليلا) كقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) [النساء: ٢] أي : مع أموالكم.
(وحتى) كذلك) أي : مثل : (إلى) في كونها لانتهاء الغاية (٤) (وبمعنى مع كثيرا)
__________________
(١) ويكون قد من قوله : (قد كان من مطر) للنفي بأنها موضوعة لتقريب الماضي إلى أنه فإذا كانت كذلك يكون قد نافية إلى زمان الماضي فشابهت حرف النفي بذلك فكان الكلام غير موجب ولهذا جعل صاحب الضوء الفعل الماضي المثبت الواقع موقع الحال محرفا عن نهج الحال وأجرى عليها أحكام المنفى. (محرره).
(٢) قوله : (وهو وارد على الحكاية) فالمراد يكون في كلام غير موجب كونه في الحال وفي الأصل. (عصام).
(٣) فإن قلت : المخاطب الظاهر فإن قلب المتكلم منتهى إليك وغاية التكلف أن يقرأ المخاطب على صيغة اسم الفاعل وضمير الغيبة قائم مقام الخطاب. (محشي فاضل).
(٤) الغاية حد الشيء ونهايته التي ينتهي بها يعني أنها وضعت ؛ لأن تدل على أن ما بعدها غاية ونهاية لما قبلها كأني وأن كانت بينهما فرق من حيث أن حتى يجب أن يكون الغاية بعدها مما ينتهي به المعنى سواء كان الجزء الأخير مما قبلها نحو : بأنها أو ملاقياه نحو : نمت البارحة حتى الصباح فلا يجوز حتى نصفتها وأن إلى ليس كذلك فيجوز إلى نصفها وإلى ثلثها ولكن وقع الخلاف في دخول ما بعدها فيما قبلها فذهب الجمهور إلى عدم الدخول إذ هو الأصل واختاره فخر الإسلام ومن تبعه وذهب عبد القاهر والزمخشري وعامة المتأخرين إلى الدخول نظرا إلى الغرض من الفعل المتعدي بحتى وهو انقضاء الشيء الذي تعلق به شيئا فشيئا إلى أن يأتي على جميعه وذا لا يتحقق بدون الدخول وذهب الفراء والسيرافي إلى القول بدخول الجزء دون الملاقي فعلى الأول لم يأكل الرأس ولم ينم الصباح وعلى الثاني أكل الرأس وينام الصباح وعلى الثالث أكل الرأس ولم ينر الصباح. (رجائي وشرح ابن مالك).