(وبمعنى على قليلا) كقوله تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) [طه : ٧١] أي (١) : على جذوع النخل (٢)
(والباء للإلصاق) (٣) أي لإفادة لصوق أمر إلى مجرور الباء هذه (٤) ، كما ترى في : (مررت بزيد) فإن الباء فيه يفيد لصوق مرورك بزيد أي : بمكان يقرب منه.
(والمصاحبة) نحو : اشتريت الفرس بسرجه أي : مع سرجه فمعناه مصاحبة السرج واشتراكه مع الفرس في الاشتراء (٥) ولا يلزم أن يكون السرج حال اشتراء الفرس ملصقا به فالإلصاق يستلزم (٦) المصاحبة من غير عكس.
(والمقابلة) أي : لإفادة وقوع مجروره في مقابلة شيء آخر نحو : (بعت هذا بذاك).
(والتعدية) أي : جعل (٧) الفعل اللازم متعديا لتضمنه معنى التصيير ، بإدخال الباء
__________________
(١) وإنما حكم بأنها بمعنى على لما في الكلام من الاستعلاء والموضوع صالح لهما على حسب ما يقصده المتكلم منها معنى الظرفية والاستعلاء. (وجيه الدين).
(٢) الأولى أنها بمعنى الظرفية لتمكن المصلوب في الجذوع تمكن المظروف في الظرف. (رضي).
(٣) أي : لإلصاق الفعل بالمجرور حقيقية نحو : به أي : التصق به أو مجازا نحو : مررت بزيد أي : التصق مروري بموضع بقرب منه. (موشح).
(٤) جملة مستأنفة لبيان مغايرة الإلصاق للإيصال الذي هو مشترك بين جميع حروف الجر. (سيالكوني).
(٥) هذا إشارة إلى مادة الاجتماع ؛ لأن بين الإلصاق والمصاحبة عموما وخصوصا مطلقا. (لمحرره).
(٦) فيه بحيث لجواز أن يكون اشتراء الفرس في مكان بقرب من السرج ولا يصاحب السرج انغرس الفرس في الاشتراء. (عصام).
(٧) أي : جعل المتكلم الفعل اللازم متعديا والتعدية التي هي مدلول الباء صفة المتكلم. (حكيم).
ـ وهاهنا دقيقة يبغى أن يليه عليها وهي إن شيئا من حروف الجر لا يغير معنى الفعل سوى الباء فإنه يعبره في بعض المواضع نحو : ذهبت بزيد بخلاف قولك : مررت ثم من أن الذي يغير الباء معناه يجب فيه عند المبرد الفاعل للمفعول ؛ لأن باء التعدية عبده بمعنى منع وقال سيبويه أن الباء في مثله كالهمزة والتضعيف فمعنى ذهب أو هبته فيجوز لمصاحبة وعدمه وأما في الهمزة والتضعيف فلا بد من التغير خذ هذا فليكن عندك من ودائعنا والحمد لله رب العالمين. (لمحرره رضا).