(وبمعنى الواو (١) في القسم للتعجب) نحو : لله لا يؤخر الأجل (٢).
وإنما يستعمل في الأمور العظام فلا يقال : لله لقد طار الذباب.
(وربّ للتقليل) (٣) أي : لإنشاء التقليل (و) لهذا وجب (لها صدر الكلام) كما أن (كم) وجب لها صدر الكلام لكونها لإنشاء التكثير.
(مختصة بنكرة) (٤) لعدم احتياجها إلى معرفة.
(موصوفة) (٥) ليتحقق التقليل الذي هو مدلول (رب) لأنه إذا وصف (٦) الشيء صار أخص وأقل مما لم يوصف.
واشتراط (٧) كونها موصوفة إنما هو (على) المذهب (الأصح) وهذا مذهب أبي علي ومن وافقه.
وقليل : لا يجب ذلك.
وهذا الذي ذكره من التقليل أصلها ، ثم يستعمل (٨) في معنى التكثير كالحقيقة وفي
__________________
(١) قوله : (وبمعنى الواو) في القسم لم يقل بمعنى الباء في القسم مع أن الياء أصل تنبيها على أنه كواو القسم لا كبائه. (عصام).
(٢) وإنما لم يقل والله لإظهار أن مراده بالإتيان هو التعجب. أيوبي.
(٣) قوله : (ورب للتقليل) فيه ست عشر لغة ضم الراء وفتحها وكلاهما مع التشديد والتخفيف فالأوجه الأربعة مع تاء التأنيث ساكنة أو متحركة ومع التجرد منها فهذه اثنتا عشرة والضم والفتح مع إسكان الباء وضم الحرفين مع التشديد والتخفيف كذا في المعنى. (عبد الحكيم).
(٤) لامتناع التقليل في شيء واحد فلا بد من أن يكون بعد خبر ليتصور فيه التقليل. (خبيصي).
(٥) ظاهرة كانت تلك النكرة أو مضمرة نحو : رب رجل لقيته ورب رجل. (لمحرره).
(٦) قوله : (لأنه إذا وصف الشيء) الظاهر أن المراد بالتقليل هو هذا الموصوف والذي يظهر من كلامهم أنه وصفها لتقليل نوع من الجنس فوجب وقوع النكرة لحصول معنى الجنس ووصف النكرة ليحصل النوع. شرح المفصل للمصنف.
(٧) قوله : (واشتراط) كونها إشارة إلى أن قوله : (على الأصح) قيد لقوله : (موصوفة) لا النكرة أيضا ؛ لأن اختصهاصها بالنكرة متفق عليه. (سيالكوني).
(٨) يعني : أن رب وضع في الأصل المعنى التقليل ثم استعماله مجازا في معنى التكثير فصار كالحقيقة في إفادته ذلك المعنى بلا قرينة وقل استعماله في معناه الحقيقي وهو التقليل فصار كالمجاز في إفادة ذلك المعنى بقريبة. (وافية).