(وتلحقها) أي : (رب) (ما) الكافة أي : المانعة عن العمل (فتدخل) بعد لحوق (ما) زائدة (فتدخل) بعد لحوق ما (على الجملة) (١) نحو : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الحجر : ٢] وقد تكون ما زائدة فتدخل على الاسم ، وتجر نحو : ربما ضربة بسيف صقيل (٢) بين بصرى وطعنة نجلاء.
(وواوها) أي : واو (رب) (٣) في حكمها (تدخل على نكرة موصوفة) مثل :
وبلدة ليس بها أنيس (٤) |
|
إلا اليعافير (٥) وإلا العيس |
وهذه الواو للعطف عند سيبويه وليست بجارة.
فإن لم تكن في أول الكلام فكونها للعطف ظاهر ، وإن كانت (٦) في أوله فيقدر له معطوف عليه.
__________________
(١) أي : قصد تعليل النسبة المفهومة عن الحمل نحو : رب ما قام زيد ورب ما زيد قائم ولا تقول رب يقوم زيد؛ لأن رب للزمان الماضي وأما قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) فهو بمنزلة المضي لصدق العبد ونحققه فكلمة يود بمنزلة ود. (فاضل أمير).
(٢) فالصيقل بمعنى المفعول من صيقله أي : جلاه وبين بصرى أي : بين أمكنة بصرى بالضم والسكون هاهنا قرية بالشام وإنما قيدنا أمكنة ؛ لأن بين لا يضاف إلا إلى المتعدد والعفن الضرب ونحلا وبالنون والجيم مؤنث بخل ومع الحرب بالنسيان وتقديره رب طعنة بخلا وبين الصرف فإن المعطوف والمعطوف عليه يشتركان في القيد والمعنى باستغاثة البيت الآتي أبتليت بصر بات على بالسيف والرمح في بصرى الشام.
(٣) وهي الواو التي تبتدأ بها في أول الكلام معنى رب ولماذا تدخل على النكرة الموصوفة ويحتاج إلى جواب مذكور أو محذوف ماض. فاضل الأمير.
(٤) الأنيس : الديك ويعافير جمع يفوب وهو ولد الظبي وولد البقر الوحش والمعنى رب بلدة صارت خرابا بحيث لا يوطن فيها أحد أو ديك أو موانيس إلا هذان فقوله : (اليعافير) مرفوع بدل من أنيس وجاز نصبه على الاستثناء. شرح أبيات.
(٥) اليعافير جمع يعفور وهو حمار الوحشي والعيس جمع أعيس وهو الظبي الأحمر والاستثناء.
منقطع لان الألسن بمعنى الإنسان فاليعافير ليس من جنس الإنسان كان حقه فإن ينصبه لما مر في الاستثناء المنقطع وقيل إذا الأنيس براد به ما يؤانس به وهو أعم من أن يكون إنسانا أو غيره فاليعافير داخلة في الإنس فالاستثناء يكون متصلا في الكلام المنفي فيرتفع على البدل كما هو الأفصح. والله أعلم.
(٦) قوله : (وإن كانت في أوله) فإن لم يكن قبلها ما يصلح لعطف عليه سواء كان قبلها كلام أو لا. (سيالكوني).