وجه شبهها به ، أما لفظا فلانقسامها (١) كالفعل إلى الثلاثي والرباعي والخماسي ولبنائها على الفتح مثله.
وأما معنى فلان معنييها معاني الأفعال ، مثل : أكدت (٢) ، وشبهت ، واستدركت وتمنيت وترجيت.
وكان المناسب أن يعبر عنها بالأحرف المشبهة ، على صيغة جمع القلة ، لكونها ستة ، لكنهم لما عبروا عن الحرف الجارة والعاطفة مثلا بصيغة جمع الكثر لم يستحسنوا تغيير الأسلوب ، مع شيوع (٣) استعمال كل من صيغتي جمع القلة والكثرة في الأخرى ، على أنها إذا لوحظت مع فروعها الحاصلة بتخفيف نوناتها ، ولغات (٤) (لعل) تبلغ مبلغ جمع الكثرة.
(وهي إن ، وأن وكأن ، وليت ، ولعل) آخرهما لكونهما (٥) للإنشاء بخلاف الأربعة السابقة.
__________________
(١) اعتبر شبهها بالفعل للإعمال ولذا قال وجه شبهها أي : وجه المشابهة التي اعتبرت ولم يقل يعتبر وجه شبهها. (عبد الحكيم).
ـ قوله : (فلانقسامها) أي : باعتبار تمام حروفها إلى الأقسام كالفعل باعتبار تمام حروفه وكونه سدا سيا أيضا يعتبر لا يضر في تلك المشابهة وكذا كون الاسم أيضا منقسما إلى تلك الأقسام ؛ إذ غايته إنها مشابهة للاسم أيضا لكنه لم يعتبر تلك المشابهة لعدم ثمرتها. (س).
(٢) قوله : (مثل أكدت) بصيغة الماضي المستعملة للإنشاء الدالة على تحقق معانيها لكون الحروف كذلك. (حاشية).
ـ قوله : (مثل أكدت) إنما عبر عن معانيها بالأفعال الماضية ؛ لأنها بمعنى الأفعال المقصودة بها الإنشاء والشائع استعمال الماضي في الإنشاء كصيغ العقود وغيرها من أفعال المدح وأفعال التعجب. (وجيه).
(٣) يعني : يستعمل جمع القلة في جمع الكثرة وجمع الكثرة في جمع القلة وهذا مجاز. (وافية).
(٤) جمع لغة ؛ لأن لعل يكون فعلا وصرفا جارا وصرف مشبه بالفعل.
(٥) قوله : (لكونهما للإنشاء) دائما بخلاف الأربعة الباقية فإنها ليست كذلك إذا الثلاثة ليست للإنشاء أصلا وكأن وإن كانت لإنشاء التشبيه لكنها تجيء للتحقيق والظن والتقريب والإنشاء فرع الأخبار فلهذا أخرهما. (عبد الحكيم).
ـ وهو فرع الأخبار والأصل مقدم على الفرح ووجه الأصل إن الإنشاء طلب وجود الشيء والأخبار عن الوجود وهو مقدم من غير الموجود. (وافية).