بعض ، كما تقول : (ما أنا كأنت) ف : (أنت) في هذا المقام مع أنه ضمير مرفوع وقع موقع المجرور.
وذهب سيبويه إلى أن (لو لا) في هذا المقام حرف (١) جر ، والكاف ، ضمير مجرور واقع موقعه.
فالأخفش تصرف في ما بعد (لو لا) سيبويه (٢) في نفسه (٣).
وأما (عساك) فذهب الأخفش إلى أنه ضمير منصوب واقع موقع المرفوع.
وسيبويه : إلى أن (عسى) محمول على (لعل) لتقاربهما في المعنى (٤) ، فهاهنا أيضا الأخفش تصرف في الضمير وسيبويه في العامل.
(ونون (٥)
__________________
(١) لأن الضمير إذا لم يكن قبله فعل فيكون مجرورا إما بالإضافة إذا كانت هناك اسم مضاف وإما بحرف الجر إن لم يكن هناك اسم مضاف فتعين جعل لو لا حرف جر.
ـ ويشكل عليه بأن الجار إذا لم يكن زائدا فلا بد له من متعلق ولا يتعلق في نحو لولاك ظاهر ولا يصح تقديره وأجيب بأن حروف الجر إذا كانت لازمة وإلا لا وقبل متعلقه جوابه إذ معنى لولاك لهلكت انتفى هلاكي بوجودك وقيل : زائد من قبيل بحسبك درهم ولا يحتاج إلى متعلق.
(٢) ولكل من المذهبين رجحان أما ترجيح مذهب سيبويه فلان فيه تغيير واحدا وهو تغيير الداخل على المضمر وتغيير المضمر بعد ذلك تبع له فلا يلزم منه إلا تغيير واحد ومجيء المضمرات بعد ذلك فيما جار على القياس ومذهب الأخفش يلزمه أن يكون قد غير اثني عشر لفظا من الأول ؛ لأنه لم يبين على شيء جزئي فيه قياسا وأما ترجيح مذهب الأخفش فإن إيقاع بعض الضمائر مكان بعضها شايع كثير وكون الكلمة بتغيير عملها باعتبار ما يدخل عليه نادر وضعيف لا يكاد يوجد إلا في مثل لدى لما سيجيء ويمكن أيضا أن يقال أن الأخفش لا يلزم مذهبه إلا بتغير واحد من أول الأمر وهو إيقاع الضمائر بعضها مكان بعض وتغيرات إثني عشر بالنتيجة. (شرح كافية).
(٣) حيث جعله حرف جرف التصرف فيما بعده أولى من التصرف في نفسه فلهذا الاعتبار قدم مذهب الأخفش. (محمد أفندي).
(٤) لأن معناهما الإطماع والإشفاق فيراعى جانب لعل وعسى فينصب الاسم ويجعل خبره مضارعا البتة والغالب فيه أن يكون مع أن الرعاية عسى وجاز تركه لرعاية لعل.
(٥) وسمى أيضا نون العماد ؛ لأن العماد كما يخفظ السقف على السقوط يحفظ ذلك النون آخر الكلمة عن الانكسار. (لاري).