تقديم (إنّ) دون اللام ترجيحا للعامل على ما ليس بعامل.
(و) دخول اللام (١) (في لكن) على اسمها أو خبرها أو على ما بينهما (ضعيف) لأنها وان لم تغير (٢) معنى الجملة لكن لا توافق اللام (٣) مثل : (إنّ) في معناه الذي هو التأكيد.
وقد جاء مع ضعفه في قول الشاعر :
ولكنني (٤) من حبّها لعميد (٥)
(وتخفف) (إنّ) (المكسورة) لثقل التشديد وكثرة الاستعمال (فيلزمها) (٦) بعد
__________________
(١) على مذهب الكوفيين اعتبارا لبقاء معنى الابتداء معها كبقاء معنى الابتداء مع أن واضحا يقول بعض العرب ولكنني من حبها لعبد. (موشح).
(٢) قوله : (وإن لم تغير) إشارة إلى استدلال الكوفيين حيث قالوا وجه الجواز أنها لا تغير معنى الابتداء كان ولذا جاز العطف على محل اسمها بالرفع ومن هذا ظهر وجه عدم مجامعتها باقي الحروف ؛ لأنها المعنى الجملة واللام تقتضي بقاء الجملة الخبرية. (س).
(٣) قوله : (لا توافق اللام) يعني كان حق اللام أن لا تجامع أن المكسورة لطلبها صدارتها لكن جوز ذلك لشدة مناسبتها لها ولكونهما بمعنى واحد لم تسقط صدارتها بخلاف لكن فإنها لا تناسبها فلم يفتقر معها سقوط صدارتها. (عبد الحكيم).
(٤) قوله : (ولكنني من حبها لعميد) في القاموس العميد الحزين الشديد الحزن وفي بعض الشروح ويقال فلان عميد أي : شديد المرض لا يقدر على القعود حتى يقعد بالوسائد وفي الرضي وما اشتدوه إما أن يكون لكن أنني فخفت بهمزة ونون وصار لكنني كما خفف : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)[الكهف : ٣٨] اتفاقا منهم بحذف الهمزة أصله لكن أنا. (ك).
ـ واجب عنه لأن هذه اللام غير داخلة على خبر لكن بل هي داخلة على خبر أن ؛ لأن أصله لكن أنني. (وافية).
(٥) العميد من عمدة العشق إذا أثقله وقيل من انكسر قلبه بالمودة. (وجيه).
(٦) عطف على تخفف بإلغاء للإشارة على أن اللازم على تخفيفها يعني إذا تخفف يلزم. (محرم).
ـ فيلزمها اللام ذهب أبو علي إلى أنها غير لام الابتداء ؛ لأن ما بعد الفارق قد عمل فيما قبلها وبالعكس نحو : وان كنا عن عبادتك لغافلين ونحو قول الشاعر :
بالله ربك إن قتلت لمسلما
ـ أجاب عنه ابن مالك فإن رتبته التقديم فكأنه مقدم لفظا. (سيالكوني).