(مطلقا) سواء كانت اسمية (١) أو فعلية داخلا فعلها على المبتدأ والخبر أو غير الداخل.
(وشذ إعمالها) أي : إعمال المفتوحة المخففة (في غيره) أي : في غير الضمير الشأن ، لكنة قد حكى بعض أهل اللغة إعمالها في المضمر وفي السعة نحو قولهم : (أظن أنك قائما) و (أحسب أنه ذاهب).
وهذه رواية شاذة غير معروفة.
وأما في الضرورة فجاء في المضمر فقط.
قال الشاعر :
فلو أنك في (٢) يوم الرخاء سألتني |
|
فراقك لم أبخل وأنت صديق |
(ويلزمها أي : المفتوحة المخففة حال كونها مقرونة (مع الفعل) (٣) أي : الفعل
__________________
ـ بحرف النفي نحو : (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[هود : ١٤] أو فعلية دعائية كقوله تعالى:(وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها)[النور : ٩] متصرفة كقوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)[الأعراف : ٨٥] أو مقدرة بقد كقوله تعالى : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)[المائدة : ١٣] أو بلو كقوله تعالى : (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ)[سبأ : ١٤] أو يحرف تنفيس كقوله تعالى :(عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ)[المومل : ٢٠] أو نفى كقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)[طه : ٨٩] ، و (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ)[القيامة : ٣]. (خبيصي).
(١) قوله : (فلو إنك) بفتح الكاف وسكون النون وعن ابن الأنباري أنه نقل عن الفراء الكسر يصف نفسه بالموافقة لحبيبة فيقول لو إنك في يوم الرخاء والسعة والزمان الذي لا يوجب الفرقة سألتني أن أفارقك لم أبخل بذلك أو طلبت رضاك وأنت صديق محبوب. (سيالكوني).
ـ قال صاحب الكشف الوافية المضمران الكاف والتاء المكسورة على أنه يخاطب امرأة يعني فراقك على أشد من كل شديد ووصلك إلى أحب من كل محبوب ومع ذلك لم أبخل مما سألتني حتى سألتني فراقك لا حبيبته وذلك مبالغة في ارتضائه أياها. جلبي.
(٢) وإنما اشترط أن يكون مع فعلها أحد هذه الحروف لئلا يلتبس بالناصبة نحو : علمت أن قد خرج وأن سيخرج وأن سوف يخرج وأن لا يخرج وكان مقتضى القياس أن يشترط مع حرف النفي ما يدل على أنها غير ناصبة ؛ إذ جرف النفي قد يكون مع الناصبة نحو : أريد إن لا يخرج ومع المخففة نحو : عملت أن لا يقوم زيد لكن لم يمكنهم الإتيان معها بقد للإثبات فلا يجتمع مع حرف النفي ولا بالسين وسوف ؛ إذ لا يجتمع حرفا استقبال فاستغنوا بحرف النفي عنها نظرا إلى الأصل وهو أن لا في الأصل موضوع للنفي المستقبل كان وهذا الغدر لو لم يجتمع أن الناصبة مع لا في النفي لكنها قد جاءت معها والاعتذار.
(٣) قوله : (للفرق بين المخففة) لوقوع الالتباس بينهما أما لفظا فظاهر وأما معنى فلكونهما ـ