الوقاية (١) مع الياء) أي : ياء المتكلم (لازمة في الماضي) إذا لحقه تلك الياء لتقي آخر الماضي من الكسرة المختصة بالاسم التي هي أخت الجر ولهذا سميت نون الوقاية ، نحو : (ضربني).
(و) وكذلك نون الوقاية لازمة (في المضارع) لكن لا مطلقا ، بل حال كونه (عريا عن نون الإعراب) (٢) أي : عن نون هي (٣) الإعراب ، نحو : (يضربني) لتقي آخر المضارع أيضا عن تلك الكسرة ، بخلاف كسرة (تضربين) لأنها في الوسط حكما(٤)،بخلاف كسرة : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) [البينة : ١] ، و (وَقُلِ الْحَقُ) [الكهف:٢٩] لعروضها (٥).
(وأنت (٦) مع النون) الإعرابين الكائنة (فيه) أي : في المضارع (و) مع (لدن وأن وأخواتها) يعني : أنّ وكأن ولكن وليت ولعلّ (مخير) بين الإتيان بنون الوقاية للمحافظة (٧)
__________________
(١) فإن قلت : نون الوقاية حرف فكما يضاف الفعل عن آخر الجر ينبغي أيضا عنه الحرف أيضا قبل كسرة النون الوقاية ليست أخت الجر لعدم كونها في الآخر لكونها على حرف واحد والآخر فما يكون وانظر من حال من مستكن لازمة الآتي وهذا أوفق لما سيذكر المصنف من قوله : (وأنت مع النون) وقد أشار الشارح فيما بعد حيث قال : وكذا نون الوقاية لازمة في المضارع فقول من قال : نون الوقاية مبتدأ مع الياء ضميره لازمة حال من الضمير مخالف لما ذكر المصنف والشارح.
(٢) كان معه نون الضمير ونون التأكيد أو لم يكن معه أحدهما وإنما جاز قيام نون الإعراب مقام نون الوقاية دون تلك النونات ؛ لأن نون الإعراب كنون الوقاية في أن لا معنى لها. (غفور).
ـ واختلف في فعل التعجب هل يلزم نون الوقاية أم لا فنقول : ما أفقرني إلى عفو الله تعالى عند من لا يلزمها فيه والصحيح أنها يلزم.
(٣) أشار إلى أن الإضافة بمعنى من كخاتم فضه ؛ لأن بين النون والإعراب عموما وخصوصا من وجه هندي وغيره.
(٤) إن كان في الآخر حقيقة ؛ لأن آخره في الحقيقة هو الياء ولكن كان في حكم الوسط لشدة اتصاله بالضمير فيه. (عبد الله).
(٥) بالنسبة إلى الكسرة العارضة للياء فإنها لزم ؛ لأنها كجزء الكلمة المستقلة.
(٦) الخطاب لمخاطب غير معين ولهذا عطف جملة على جملة.
(٧) وتلك المحافظة في بعضها محافظة حركاتها وفي بعضها محافظة سكونها أما محافظة حركاتها في غير لدن. (أيوبي).