وإن أعملتها قلت : كأن ثدييه ، لكنه على الاستعمال الغير الأفصح ، لما عرفت.
وإذا لم (١) تعملها لفظا ففيها ضمير شأن مقدر عندهم ، كما في (إن) المخففة.
ويجوز (٢) أن يقال : غير مقدر بعدها الضمير ، لعدم (٣) الداعي إليه كما كان في (أن) المخففة.
(ولكن) وهي عند البصريين مفردة.
وقال الكوفيون (٤) : هي مركبة من (لا وإن) المكسورة المصدرة بالكاف الزائدة وأصله (لا كإن) فنقلت كسرة الهمزة إلى الكاف وحذفت الهمزة.
فكلمة (لا) تفيد أن ما بعدها ليس كما قبلها ، بل هو مخالف لها نفيا وإثباتا. وكلمة (٥) (إن) تفيد مضمون ما بعدها.
(الاستدراك)
ومعنى الاستدراك (٦) ، رفع توهم يتولد من كلام متقدم
فإذا قلت : (جاءني زيد) فكأنه توهم أن عمرا أيضا جاءك ، لما بينهما من الإلفة.
__________________
ـ الظاهر أبدا بعد تخفيفها مع أنها لا تنفك عن العمل اضطروا أن يجعلوها عاملة في ضمير الشأن المقدر لئلا يفوت عن العمل فراعوا تلك القاعدة في كأن كذلك وإليه أشار بقوله : (وإذا لم تعملها). (أيوبي).
(١) قوله : (ويجوز أن يقال) وهو الموافق لعبارة المتن هنا حيث قال هاهنا وتخفف فتعمل في ضمير شأن مقدر وهنا ويخفف فتلغى على الأفصح ولعبارته في بحث ضمير الشأن حيث قال وحذفه منصوبا ضعيف إلا مع أن إذا خفف. (عصام).
(٢) وهو عدم لزوم ترجيح الأضعف على الأقوى كما يلزم في أن المخففة المفتوحة. (لمحرره).
(٣) ولا يخفى أثر التكلف فيما قالوه وفيه نقل الحركة المتحركة والاسم عدم التركيب. (رضي).
(٤) قوله : (وكلمة أن تحقق) والمقام مقام التأكيد والتحقيق ؛ لأن السابق أوهم خلاف مضمون الجملة فالسامع اعتقد خلافه أو تردد فيه. (عصام).
(٥) وفي الصراح الاستدراك تدارك ما فات فليس السين للطلب وفي الحواشي الهندية أي : لطلب درك السامع لدفع ما عسى أن يتوهم فجعل السين للطلب وعلى التقديرين نقل في الصرف من معنى العام إلى الخاص. (سيالكوني).
(٦) ولما فرغ من بيان معناه شرع في بيان مواضع استعماله فقال يتوسط. (محرم).