(ليفيد) (١) أي : العطف بها (قوة) في المعطوف (أو ضعفا) أي : ليدل عليها حتى (٢) يتميز الجزء بالقوة والضعف عن الكل.
فصار كأنه غيره فصلح ؛ لأن تجعل غاية (٣) وانتهاء للفعل المتعلق بالكل ، ودل انتهاء الفعل (٤) إليه على شموله جميع أجزاء الكل (٥) ، نحو : (مات الناس حتى الأنبياء) و (قدم الحاج حتى المشاة) والفرق بين (ثم) و (حتى) بعد اشتراكهما في الترتيب مع المهلة ، من وجهين (٦) :
أحدهما : اشتراط كون المعطوف ب : (حتى) جزءا من متبوعه ، ولا يشترط ذلك في (ثم).
وثانيهما (٧) أن المهلة المعتبرة في (ثم) إنما هي بحسب الخارج ، نحو : (جاءني زيد ثم عمرو) وفي (حتى) بحسب الذهن ، فإن المناسب بحسب الذهن أن يتعلق الموت أولا بغير الأنبياء ، وأن كان موت الأنبياء بحسب الخارج في أثناء سائر الناس (٨) وهكذا المناسب في الذهن تقدم قدوم ركبان الحاج على رجالتهم (٩) وإن كان في بعض الأوقات على عكس ذلك (١٠).
__________________
(١) واللام يتعلق بمفهوم الكلام كأنه قال يعطف بها جزء من المتبوع ليفيد قوة أو ضعفا. (هندي).
(٢) قوله : (حتى تمييز) إشارة إلى أن القوة المعطوف أو ضعفه إنما هو العطف بحتى لا يغيره من العواطف ؛ لأن حتى يميز الجزء. (أيوبي).
(٣) ففي العاطفة معنى الجارة لانتفاء وقوعها مع الواو العاطفة فالرعاية المعنيين يشترط أن يكون مدخول العاطفة جزأ ليحصل الاشتراك في الحكم قويا أو ضعيفا فيحصل معنى الغاية. (س).
(٤) فيصير معنى الكلام نصا في الشمول بخلاف ما إذا لم يذكر حتى نحو : قدم الحجاز. (ك).
(٥) المغاير لذلك الجزء المميز المخرج عنه بالعطف في القوة والضعف. (محرم).
(٦) بل من ثلاثة أوجه ثالثها ما تقدم من أن المهلة في حتى أقل. (إسفرايئني).
(٧) قوله : (وثانيهما) أشار بذلك إلى دفع ما نقلت سابقا عن الرضي بأن مراد الجزولي بقوله : (غير أن المهلة في حتى أقل مهلة) بحسب الذهن لا بحسب الخارج ولا شك أنها معتبر في حتى لا تدرج الذهن في تعلق الفعل بأجزاء المتبوع يقتضي اعتبار المهلة بدخولها. (حكيم).
(٨) فلا يجوزان بقال فيه مات الناس ثم الأنبياء فإنه خلاف الواقع. (أيوبي).
(٩) قوله : (على رجالتهم) على وزن علامة جميع راجل لمن ليس له ظهر يركب. (قاموس).
(١٠) بأن قدم الركبان بعد المشاة أو قدم بغض المشاة على بعض الركبان. (أيوبي).