أن الكلام مبيني على الشك ، (جائزة مع (أو) يعني : إذا عطف شيء على آخر ب : (أو) يجوز أن يصدر المعطوف عليه ب : (أما) نحو : (جاءني إما زيد أو عمرو) ولكن لا يجب نحو : (جاءني زيد أو عمرو).
وذهب بعض النحاة (١) إلى أن (إما) ليست من الحروف العاطفة (٢) ، وإلا لم تقع عليه قبل المعطوف عليه ، وأيضا (٣) يدخل عليها الواو العاطفة.
فلو كانت هي أيضا للعطف يلزم إيراد عاطفين معا ، ويكون أحدهما لغوا والجواب عن الأول أن (إما) السابقة على المعطوف عليه ليست للعطف بل للتنبيه على الشك في أول الكلام ، كما عرفت.
وعن الثاني (٤) : أن الواو الداخلة على (إما) الثانية لعطفها على (إما) الأولى ، و (أما) الثانية لعطف ما بعدها على ما بعد (إما) الأولى ، فلكل منهما فائدة أخرى فلا لغو.
__________________
(١) وعند أبي علي الفارس أن إما مطلقا ليست من حروف العطف لتقدمها ودخول الواو على أما. (خبيصي).
(٢) أي : وإن كانت من العاطفة لزم الخلف فإن العاطفة. (شرح).
(٣) إشارة إلى دليل آخر على عدم كونها عاطفة وهو أنه لو كانت لم يحز دخول العاطفة الأخرى عليها وليس كذلك.
(٤) يعني : أنه لا يلزم من تقدم إما عدم كون الثانية عاطفة وإنما يلزم لو كانت الأولى للعطف وليس كذلك. (محرم).
ـ قوله : (وعن الثاني أن الواو الداخلة) هذا من مخترعات الشارح أمدة من قوله : (الأندلسي حيث قال العاطفة كلتاهما والواو لعطف أحديهما على الأخرى لتجعلهما كحرف واحد يعطف به ما بعد الثانية على ما بعد الأولى ويتجه على الشارح أنه لما لم يكن أما الأولى للعطف كيف يصح عطف الثانية عليها بحرف الجمع المفيد شركة المعطوف مع المعطوف عليه في حكم الترتيب والمشهوران الواو زائدة لتأكيد العطف ورفع الالتباس بغير العاطفة حتى قيل : التزامها دون لكن للزومها مصاحبة غيرها عاطفة بخلاف لكن. (عصام الدين).
ـ قال المصنف في شرح المفصل ؛ إن الواو في أما حرف عطف دخل على ما الغرض الجمع بيده وبين أما المتقدمة ويكون أما نفسها لغرض ما تجمع بينه وبين أما المتقدمة وهذا هو الصحيح انتهى كلامه فظهر أن هذا اليس من مخترعات الشارح كما قيل. (وجيه الدين).