وجاء بعد الاستفهام أيضا في قول الشاعر :
ليت شعري هل للمحب شفاء |
|
من جوى (١) حبهن إن اللقاء |
أي : نعم اللقاء شفاء للمحب.
فمجيئها في هذين الموضعين خلاف ما ذكره المصنف من كونها تصديقا للمخبر (٢).
(حروف الزيادة)
وإنما سميت هذه الحروف زوائد ؛ لأنها قد تقع زائدة ، لا أنها لا تقع إلا زائدة.
ومعنى كونها زائدة : أن أصل (٣) المعنى بدونها لا يختل ، لا أنها لا فائدة لها أصلا.
فإن لها فوائد في كلام العرب ، إما معنوية وإما لفظية.
فالمعنوية : تأكيد المعنى كما في (من) الاستغراقية ، والباء في خبر (ما) و (ليس).
وأما الفائدة اللفظية : فهي تزيين اللفظ وكونه بزيادتها أفصح ، أو كون الكلمة أو الكلام بسببها مهيئا لاستقامة وزن الشعر ، أو لحسن السجع ، أو لغير ذلك.
__________________
(١) الجوى الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن كثير. (وجيه).
ـ الجوى هو في باطن والحزن والحرقة وشدة الوجد وداء في الصدر وكلها في المقام حسن. (عصام).
(٢) وعن الأخفش أنه يجوز استعمال أجل في الخبر والاستفهام مثل نعم إلا أن استعمال أجل في الخبر أحسن واستعمال نعم في الاستفهام أحسن ويقال جير لأفعلن بمعنى حقا. (خبيصي).
(٣) قوله : (أن أصل المعنى) وما هو قصد أفادته للمخاطب بدون لا يختل فالمعنى المستفاد منها تكرار والحكم بخلاف أن ولام الابتداء فإن أصل المعنى وهو الحكم مع تحقق الإنكار يختل بدونها وخلاصته أنها للتحقيق والتثبيت دون التأكيد وفرق بينهما هذا إذا قلنا أن التأكيد معناها وأما إذا قلنا أن غرض منها على ما يدل عليه عبارة القاضي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً)[البقرة : ٢٦] وعدها من حروف التنزيل الغرض منزلة معنى فالفرق أظهروا وأما أسماء التأكيد فلا سميتها لم يطلب عليها الزائد. (عبد الحكيم).