القول (١) تقرر المظروف في الظرف ، غير منفك عنه فلا تقع (٢) بعد صريح القول (٣) ، ولا بعد ما ليس في معنى القول.
فهي (٤) لا تفسر في الأكثر إلا مفعولا مقدرا للفظ غير صريح القول مؤدّ معناه نحو قوله تعالى : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ) [الصافات : ١٠٤] فقوله : (أَنْ يا إِبْراهِيمُ) تفسير لمفعول (نادَيْناهُ) المقدر ، أي : ناديناه بلفظ هو قولنا : (يا إِبْراهِيمُ) وكذلك قولك : (كتبت إليه أن ائت) أي : كتبت إليه شيئا هو (ائت).
ف : (إن) حرف دال على أن (ائت) تفسير للمفعول به المقدر ك : (كتبت) وقوله تعالى (٥) : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) [المائدة : ١١٧].
فقوله (٦) : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) تفسير للضمير في (به) وفي (أمرت) معنى القول ، وليس تفسيرا لما في قوله : (ما أمرتني) لأنه مفعول لصريح القول.
__________________
(١) قوله : (تقرر المظروف) لما كان ظرفيته المعنى للفظ غير ظاهرة بينه بأن على التشبيه فحلى نحو : عدم انفكاك اللفظ الموضوع عن المعنى لا ينفك المظروف بخلاف ظرفية اللفظ فإنها ظاهرة ولذا قيل : الألفاظ قوالب المعاني. (سيالكوني).
(٢) ولما كان قوله : (مختصة بما في معنى القول) غير شامل لتفسير صريح القول لكونه ظرفا وحكم المظروف لا يشمل الظرف فرع عليه تقوله : (فلا تقع). (عبد الله أيوبي).
ـ قوله : (فلا تقع بعد صريح القول) وذلك ؛ لأن أن المفسرة مشروطة بأن تسبق بجملة فلذلك غلط من عمل منها وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. (حكيم).
(٣) فلا يقال : قال زيد أن جاء عمرو بل يقال قال زيد جاء عمرو. (أيوبي).
(٤) قوله : (فهي لا تفسر) هكذا ذكره الرضي وهو إشارة إلى أن معنى تفسيره للفعل في معنى القول فسره بمفعول لا نفسه. (وجيه الدين).
(٥) وقوله تعالى : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما) جملة مستأنفة وليس عطفا على قولك : ؛ لأنه ليس مثالا لما تكون مفسرة للمفعول المقدر ولا بيانا لفائدة فيه الأكثر والواجب ح تأخيره عن قوله : (وقد يفسر بها المفعول به الظاهر بل هو رد لما يتوهم من أنها قد تكون تفسير القول الصريح استدلالا بهذه الآية. (عبد الحكيم).
(٦) فالفاء أما للتفصيل على تقدير إما أو زائدة في خبر المبتدأ على مذهب الأخفش والعائد محذوف أي : فيه. (ك).