المضارع الحض على الفعل والطلب له.
فهي في المضارع بمعنى الأمر.
ولا يكون التحضيض في الماضي الذي قد فات إلا أنها (١) تستعمل كثيرا في لوم المخاطب على أنه ترك في الماضي شيئا يمكن تداركه في المستقبل ، فكأنها (٢) من حيث المعنى للتحضيض على فعل مثل : ما فات.
(حرف التوقع (٣) والتقريب) (٤)
(قد) يسمى بهما لمجيئه لهما.
فإن هذا الحرف إذا دخل (٥) على الماضي أو المضارع ، فلا بدّ فيها من معنى
__________________
ـ قوله : (فمعناها) أي : إذا دخلت على الماضي للتوبيخ واللوم ؛ لأن التحضيض على ما فات سبب للتوبيخ واللوم ؛ إذ لا معنى للحض على ما فات عليه سواء كان معنى حقيقيا أو مجازيا وكنائيا والظاهر الأخير لما يجيء أنها لا تحلو عن الحض على مثل ما فات في المفتاح وفي الماضي للتنديم وهذه المعاني لازمة للحض على ما فات كان المخاطب ذا شرف فتنديم وإلا فتوبيخ ولوم. (عبد الحكيم).
(١) قوله : (إلا أنها) بمعنى لكن لدفع توهم إطلاق حروف التحضيض على ما دخلت على الماضي ؛ لأن إطلاق هذه الأسماء عليها بالمعنى الإضافي في لا بالنقل كما ولذا سماها السكاكي في المفتاح حروف التنديم والتخصيص. (فاضل محشي ك).
(٢) قوله : (فكأنها للتحضيض) هذا فيما يمكن له مثل ، إما فيما لا يمكن له ذلك نحو : قوله : (عليهالسلام هلا شققت قلبه فلا. (حكيم).
(٣) قوله : (حرف التوقع) أضافوها إلى التوقع والتقريب من جملة معانيها الخمسة لاختصاصه بها وللرد على من قال إنها ليست للتوقع في الماضي ومن ذهب إلى أنها ليست للتوقع مطلقا وهذه المعاني لقد إذا كانت حرفا وقد يستعمل اسما بمعنى حسب مبنيا عند البصريين لمشابهة الحرفية فيقولون قد زيد درهم وبنون الوقاية نحو : قد نى درهم وقد نى أي كفاني. (سيالكوني).
(٤) أي : تقريب فذا الماضي إلى الجمال كقول المقيم : قد قامت الصلاة. (خبيصي).
(٥) قوله : (إذا دخل) إشارة إلى أنها لا تدخل على فعل الطلب وشرط في الماضي أن يكون مثبتا أو منصرفا ؛ لأن غير المتصرف ليس للمضي حتى بقربه إلى الحال. (حكيم).