(حرفا الاستفهام)
(الهمزة وهل (١) لهما صدر الكلام) لا يتقدمهما ما في حيزهما ، لدلالتهما على أحد أنواع الكلام كما مر.
وتدخلان على الاسمية والفعلية.
(تقول) في الاسمية : (أزيد قائم؟) و) في الفعلية (أقام زيد؟) وكذلك (هل) تقول فيهما : (هل زيد قائم؟) و (هل قام زيد؟) إلا أن الهمزة تدخل على كل اسمية ، سواء كان الخبر فيها اسما أو فعلا ، بخلاف (هل) فإنها لا تدخل على اسمية أو خبرها فعل ، نحو : (هل زيد قام؟) إلا (٢) على الشذوذ وذلك ؛ لأن أصلها أن تكون بمعنى (قد) كما جاءت على الأصل ، في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) أي : قد أتى فلما كان أصلها (قد) وهي من لوازم الأفعال فإن رأت فعلا في حيزها تذكرت (٣) عهودا (٤) بالحمى وحنت إلى الألف المألوف وعانقته ، وإن لم تره في حيزها تسلت عنه ذاهلة.
(والهمزة أعم تصرفا)
أي : التصرف (٥) فيها باعتبار استعمالها في مواضع استعمالاتها أكثر من التصرف في (هل).
__________________
(١) قوله : (الهمزة وهل) وأما وأل فعلت بمعنى هل فعلت على ما حكاه قطرب عن أبي عبيدة فتقلت الهاء همزة. (حكيم).
(٢) قوله : (إلا أن الهمزة) إشارة إلى أن قوله : (وكذلك هل ليس على العموم بدليل قوله : (والهمزة أعم تصرفا فكأنه في المعنى الاستثناء من هذا الحكم ولذا ذكره الشارح هاهنا والأوجه ذكره في تقول أزيد ضربت كما يشير إلى قوله : (لما عرفت. (حكيم).
(٣) إنما تذكرت قد في زمان رؤيته الفعل ؛ لأن قد كالعاشق والفعل كالمعشوق لا يقتضي قد رقيب الاسم بينه وبين الفعل. (لمحرره).
(٤) قوله : (عهود بالحمى) العهود جمع عهد والحمى كالي ما يحمي من الكلاء بمعنى المحمى والمراد هاهنا الأرض التي فيها الكلاء وحنت أما من الحنو بمعنى الميل أو من الحنين بمعنى الشوق والألف بكسر الهمزة وسكون اللام الألفة يقال حنت الألف أي : الألفة والمعانقة در اغوش كرفتن وتسلت عنه الظاهر اسلت عنه على ما في الصراح والكلام تصوير وتمثيل الحال هل بحال العاشق والمقصود أنه إذا أمكن مراعاة حالها الأصلي صح تركها. (سيالكوني).
(٥) قوله : (أي : التصرف فيها) جعل تصرفا تمييزا عن نسبة أعم إلى فاعله أي : أعم تصرفه ـ