أي : تقديم غير الشرط (١) (جاز أن يعتبر) القسم ويلغي الشرط (وأن يلغي القسم) ويعتبر الشرط.
ويحتمل أن يكون المعنى : جاز أن يعتبر الشرط ويلغى القسم (٢) ، وأن يلغى الشرط ويعتبر القسم (كقولك : أنا والله إن تأتني آتك) (٣) فعلى المعنى الأول هذا مثال لتقديم غير الشرط وجواز إلغاء القسم فيكون باعتبار (٤) التقديم والجواز ، كليهما نشرا على غير ترتيب اللف.
وعلى المعنى الثاني هذا مثال لتقديم غير الشرط وجواز اعتبار الشرط فيكون النشر باعتبار التقديم على غير ترتيب اللف وباعتبار الشرط على ترتيبه (وإن أتيتني والله لأتينك).
وإنما أورد في هذا المثال الشرط بصيغة الماضي على خلاف المثال الأول إشارة إلى اشتراط المضي في الشرط في صورة اعتبار القسم على تقدير توسطه كاشتراطه على تقدير التقديم.
فعلى المعنى الأول هذا مثال لتقديم الشرط وجواز اعتبار القسم فهو باعتبارهما جميعا نشر على ترتيب اللف (٥).
__________________
(١) قوله : (أي تقديم غير الشرط) فقوله : غير عطف على الشرط لا على التقديم فإن غير تقديم الشرط أعني تأخره لا يستلزم الوسط ويجب أن يكون ذلك الغير يطلب الجزاء أعني المبتدأ قبل التواضح أو بعدها نص عليه الرضي. (حاشية).
(٢) فيراعى فيه لزوم الجزم ودخول نون التأكيد إذا كان مضارعا مثبتا.
(٣) أصله آتيك بالياء حذفت لأجل الجزم ؛ لأنه جواب الشرط وجوابه أن يكون مجزوما لا جواب القسم ؛ لأنه لا يكون مجزوما. (وافية).
(٤) قوله : (فيكون باعتبار التقديم) والجواز في اللف كل من تقديم غير الشرط ولغو القسم متأخر وفي المثال قدم كل منهما إما تقديم الغير فظاهر وإما تقديم اللغو فلأنه قيل : أنك مع تجويز آتيك في هذا المثال فكأنه قيل : أنا والله إن تأتيني آتك وآتينك بخلاف المعنى الثاني فإن النشر باعتبار التقدم على غير ترتيب اللف وباعتبار الشرط على ترتيبه فإن تقدم الغير مؤخر وقدم في المثال واعتبار الشرط مقدم وقدم في المثال أيضا كما ذكرنا. (وجيه).
(٥) لأن تقديم الشرط مقدم في الذكر على جواز اعتبار القسم على الأول فكذلك في هذا المثال قدم ثم اعتبر القسم. (حسن أفندي).