أي : لتفصيل ما أجمله المتكلم (١) في الذكر نحو قولك : (جاءني أخوتك أما زيد فأكرمته ، وأما عمرو فأهنته وأما بشر فأعرضت عنه).
أو ما أجمله في الذهن ويكون معلوما للمخاطب بواسطة القرائن.
وقد جاءت للاستئناف من غير أن يتقدمها إجمال ، نحو : (إما) الواقعة في أوائل الكتب.
ومتى كانت لتفصيل المجمل وجب تكرارها ، وقد يكتفى بذكر قسم واحد (٢) ، حيث يكون المذكور ضد غير المذكور لدلالة أحد الضدين على الآخر ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) [آل عمران : ٧](٣).
فإن ما يقابل (أما) المذكورة هاهنا غير مذكور ، لكنه مقدر ، يعني (٤) : وأما الذين ليس في قولبهم زيغ فيتبعون المحكمات ، ويردون إليها المتشابهات.
والحكم (٥) بأن كلمة (أما) للشرط.
__________________
ـ فضربته بتقدير إما هذا فما وقع في توجيه إما في أوائل الكتب من قولهم : وبعد فات إلى آخره من أنه بتقدير إما فمن عدم تقدير التقدير كما ينبغي. (فاضل إسفرائيني).
(١) وهذا القسيس إشارة إلى بيان المجمل الصالح له ، وهو إجمال للمتكلم ، وهو نوعان ، أحدهما : ما أجمله في الذكر ، والثاني : ما أجهله في الذهن. (أيوبي).
(٢) كما في قول : (المصنف في غير المنصرفة) وأما فرازنة فمنصرف على ما قيل : لدلالة المنصرف على غير المنصرف الذي هو ضده. (حسن أفندي).
(٣) ولم يذكر بعده إما الأخرى لكونه معلوما من الأول ويدل على كونه للشرط لزوم الفاء في جوابها والقصد بأن الأول مستلزم للثاني. (وافية).
(٤) قوله : (يعني وإما الذي ليس في قلوبهم) أي : جعل ذكر القيد قرنية على تقديره ولم يجعل قوله : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)[آل عمران : ٧] كما في المعنى ؛ لأنه لا يتجه على تقدير عدم الوقف على إلا الله وكذا لم يجعل قسيما له بحذف إما كما في التوضيح ؛ لأن حذف إما مع حذف الفاء لم يوجد في كلامهم. (سيالكوني).
(٥) قوله : (والحكم بأن كلمة) إما للشرط ولم يحكم بكون إذا وحين للشرط مع أنه يقال زيد حين لقيته فإنا أكرمه فإذا القيته فإنا أكرمه ولاذا شواهد كثيرة في القرآن لعدم لزومها بل جعلا حين الإتيان بالفاء ظرفين جاريين مجرى الشرط وإنما جاز أعمال المستقبل في الظرف الماضي وأن امتنع وقوع المستقبل في الماضي ؛ لأن الغرض لزوم تلك الأفعال المستقبلية حتى كان ـ