الردع : هو الزجر والمنع ، تقول لشخص : فلأن يبغضك ، فيقول (١) : كلا ، أي : ردعا (٢) لك ، أي : ليس الأمر كما تقول.
وقد يجيء بعد الطلب لنفي إجابة الطالب كقولك ـ لمن قال لك افعل كذا ـ : كلا، أي : لا يجاب إلى ذلك.
(وقد جاء) أي : كلا (بمعنى : حقا) (٣).
والمقصود (٤) منه تحقيق مضمون الجملة كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) [العلق : ٦] وإذا كان معنى (حقا) جاز أن يقال : إنه اسم بني لكون لفظه كلفظ (كلا) الذي هو حرف ولمناسبة معناه لمعناه ؛ لأنك تردع المخاطب عما يقوله تحقيقا لضده (٥) ، لكن النحاة حكموا بحرفيته إذا كان بمعنى (حقا) أيضا لما فهموا من أن المقصود به تحقيق مضمون الجملة ، كالمقصود ب : (أن) فلم يخرجه ذلك عن الحرفية.
(تاء التأنيث الساكنة)
لا المتحركة ؛ لأنها مختصة بالاسم.
__________________
(١) وقد يكون بيانا لكونه خبر أتى به المتكلم منكرا كقوله تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)[مريم : ٨١] كلا. (عصام).
(٢) قوله : (ردعا لك) أي : عن المعاودة إلى مثل ذلك القول وقد كون زجرا عن فعل فيه الممنوع كقولك لم يذم عالما كلا ولا بد فيها من تقدم كلام يرد بها سواء كان من كلاهم من يتكلم بها على سبيل الإنكار كقوله تعالى : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)[القيامة : ١٠] كلا أو على سبيل الحكاية كقوله تعالى : (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا)[الشعراء : ٦١ ـ ٦٢]. (عبد الحكيم).
ـ وتنبيها على الخطأ قال الله تعالى بعد قوله : (رَبِّي أَهانَنِ)[الفجر : ٢١] كلا أي : ليس الأمر كما يظن بك أعطا المال ليس للإكرام وتضييق للإهانة. (خبيصي).
(٣) قوله : (بمعنى حقا) فحينئذ يكون يجري مجرى القسم فيجاب باللام كما في الآية المذكورة وقد لا يكون كذلك كما في قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ)[القيامة : ٢١].
(٤) قوله : (والمقصود منه) تحقيق الجملة أما الجملة السابقة فيصح الوقف عليها أو اللاحقة ولذا لا يكون بعد كلا بمعنى حقا كسر إن بل هو مفوض إلى قصد المتكلم فإن أراد تأكيد ما بعدها فالفتح وإن أراد استئناف ما بعدها فالكسر. (فاضل محشي).
(٥) يعني : كأن الله تعالى في قوله : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)[العلق : ٦] لما أثبت طغيان ـ