وهو في الاصطلاح (نون ساكنة) أي (١) : بذاتها فلا تضرها الحركة العارضة (٢) ، مثل : (عاداً الْأُولى) [النجم : ٥٠].
وهي شاملة نون (من ، ولدن ، ولم يكن) وأمثالها.
فأخرجها بقوله : (تتبع حركة الآخر) أي : آخر الكلمة (٣) ، فإن هذه أواخر تلك الكلمات لا توابع حركات أواخرها (٤).
وإنما قال : (تتبع حركة الآخر) ولم يقل : تتبع الآخر ؛ لأن المتبادر من متابعتها الآخر لحوقها به من غير تخلل شيء وهاهنا الحركة (٥) متخللة بين آخر الكلمة والتنوين (٦).
فإن قلت : فآخر الكلمة هي الحركة فلا حاجة إلى ذكر الحركة.
قلت : المتبادر من الآخر الحرف الآخر.
ولم يقل : أخر الاسم ، ليشمل تنوين الترنم في الفعل. (لا لتأكيد الفعل) (٧) فخرج نون التأكيد الخفيفة (٨).
__________________
(١) قوله : (أي : بذاتها) يعني : إنما قيد بها لئلا يخرج عاد الأولى وهو من أفراد التنوين وليس المراد أخراج غيره من النونات حتى يلزم ما قيل : أن أراد بالساكن بذاتها ما يكون ساكنا إلا ذمت يكن موجب التحريك فكل نون في آخره المعرب نحو : حسن ومنا من كذلك وإن أراد معنى آخر فلبين حتى يتكلم عليه وذلك أن المراد ما ذكره وليس المراد إخراج شيء حتى يتجه بل إدخال بعض أفراد المحدود. (وجيه الدين).
(٢) فالمتحركة ساكنة في الأصل فلا يردان التنوين ليس بجامع لروج التنوين المتحركة. (ك).
(٣) أي : آخر الكلمة حقيقة أو حكما فيدخل تنوين قائمة وبصرى وأخ بل المراد بالآخر ما ينتهي إليه المتكلم فيشمل تنوين قاض فإن الضاد ليس آخر الكلمة حقيقة ولا حكما بل آخره منوى لكنه ينتهي به التكلم.
(٤) فإن النون الساكنة من من مثلا هي نون ساكنة وآخر كلمة من. (عبد الله أفندي).
(٥) ولو قال تتبع الآخر لم يوجد اللحوق بتلك الصفة ؛ لأنها لاحقة بالآخر مع حصول التخلل بينهما. (عبد الله أيوبي).
(٦) فإن ضمة زيدا المرفوع مثلا متخللة بين الدال التي هي آخر الكلمة وبين النون الساكنة. (تكملة).
(٧) يعني : أن النون الواقعة في الآخر إنما سميت تنوينا إذا كانت داخلة عليه لا لتأكيده. (تكملة).
(٨) فإنها ساكنة يصدق عليها التعريف وأما الثقيلة غير ساكنة ولذا لم يدخل. (عروت).