وتان) مرفوعان لتثنية المرفوع ، و (ذين وتين) لتثنية المنصوب والمجرور ، ووقوعهما على صورة المعرب اتفقي لا لقصد الإعراب لوجود (١) علة البناء فيها.
(ولجمعهما) أي : جمع المذكر والمؤنث (أولا) مدا وقصرا) أي : ممدودا ومقصورا.
وإذا كان مقصورا يكتب بالياء.
(ويلحقها) أي : أسماء الإشارة ، يعني : يدخل (٢) على أوائلها على سبيل اللحوق والعروض بعد اعتبار أصالتها (٣) (حرف التنبيه) وهي كلمة (ها) فهو في الحقيقة (٤) ليس منها ، وإنما هو حرف جيء به للتنبيه على المشار إليه قبل لفظه ، كما جيء بهاء للتنبيه على النسبة (٥) الإسنادية ، كقولك : ها زيد قائم ، وها إن زيد قائم.
(ويتصل بها) أي : بأواخر أسماء إشارة (حرف (٦) الخطاب) (٧) وهو الكاف تنبيها
__________________
(١) قوله : (لوجود علة البناء بها) كما في المفرد والجمع وذان ونان صيغتان ليستا مبنيتين على الواحدة ولو بنيتا عليها لقيل ذيان وتيان مذان صيغة للرفع وذين صيغة للنصب والجر قال الرضي : إن كل واحدة منها صيغة مستأنفة خلاف الظرف. (فاضل المحشي).
(٢) يعنى أن الظاهر أن يقال : يدخل إلا أن عدل عنه النكتة وهي التثنية على أن دخولها على سبيل العروض لا على سبيل الجزئية إلا أن الظاهر قوله : (ويلحق) ويتصل من باب التفسير في العبارة. (وجيه الدين).
(٣) وهو الهاء ليدل على تنبيه المخاطب من أول الأمر ليكون ذلك منهم تعظيما للأمر ومبالغة في إيضاح المقصود فيقال : هذا هذان هؤلاء ، ثم اعلم أن حروف التثنية إنما يتصل بها إذا لم يتحقق بآخرها اللام أما إذا لحق فلا يقال هذا لك والحكمة فيه عدم جواز الجمع بين الشيئين اللذين يفيد كل منهما ما يفيد الآخر ؛ لأن ذلك الحرف واللام للبعد فلا حاجة إلى ما يقال : إن المراد بقوله : (يلحقها) يلحق بعضها ؛ لأنه لا يجوز هذا لك قالوا : ففيه نظر. (عافية).
(٤) يعني : من فوائد كلمة اللحوق التنبيه على أنها ليست في الحقيقة منها على ما توهمه شدة الاتصال والامتزاج وكتابته كحروف الكلمة ولم يقل ويتصل بها لئلا يتوهم عدم جوار الفصل بينها وذا مع أنه كلمة أنا وأنتم وهو أخواتها تشير ومنه قوله تعالى : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ.) (عصام).
(٥) على الاستماع والحفظ بمضمون الجملة التي بعدها لكونها من الأمور التي يجب أو يستحب الاعتناء بها. (أيوبي).
(٦) والدليل على حرفيته امتناع وقوع الظاهر موقعه وفيه أن ضمير أفعل كذلك وفيه أن وجد فيه دليل الاسمية وهو الاسناد إليه فكان الاسم واقعا موقعه حكما (هندي).
(٧) فإن قلت : لم لا يجوز أن يكون ضميرا؟ قلت : لأنه لو كان كذلك إما ضمير مرفوع أو ـ