الآخر ، أما اشتمال البدل على المبدل منه ، نحو : (سلب زيد ثوبه) أو بالعكس ، نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ).
(وبدل الغلط) (١) أي : بدل مسبب عن الغلط.
فالإضافة (٢) في الأخيرين من قبيل إضافة المسبّب إلى السّبب لأدنى ملابسة (٣) (فالأول) أي : بدل الكل (مدلوله مدلول (٤) الأول) يعني (٥) : متحدان ذاتا ، لا أن يتحد مفهوماهما (٦) ليكونا مترادفين ، نحو : (جاءني زيد أخوك).
ف : (زيد) للتأكيد و (أخوك) (٧) وإن اختلفا (٨) مفهوما ، فهما متحدان ذاتا.
قال الشارح الرضي : وأنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جلي (٩) بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان ، بل لا أرى عطف البيان إلا بدل الكلّ (١٠).
__________________
(١) الإضافة في بدل الغلط لأدنى التلبس أن الغلط هو المبدل منه وقد يقال : إنما سمى بدل الغلط ؛ لأنه سببه الغلط ولأن الاستدراك للغلط. (حلبي).
(٢) فبيان العطف أن الإضافة في الأولين بيانية وفي الأخيرين لامية لأدنى ملابسة بيان ما هو أصل في معنى الإضافة ولا معناه المراد في المقام فلا يشكل أن كيف يعطف اللامية على البيانية. (إسفراييني).
(٣) ليت شعري ما معنى أدنى ملابسة هنا مع أن القوم سمّوا السببية والمسببية ملابسة تامة وعدوها أصل الملابسة. (لمحرره).
(٤) ولم يقل مدلولة ؛ لأن أريد بالأول الثاني غير الأول وفي مثل هذا المقام يؤتى بالظاهر إظهار للمغايرة.
(٥) لم كان المدلول حقيقة في المفهوم وشائعا فيما صدق عليه فشرح بقوله : (يعني ... إلخ). (قدمي).
(٦) ولا يخرج نحو جاءني زيدا أخوك عن التعريف ؛ لأن أخوك ليس عين مدلول زيد باعتبار المفهوم مع أنه داخل في المحدود. (لمحرره رضا).
(٧) الأخوة من النسب لا من الصداقة ؛ لأنها إن كانت من الصداقة كانت وصفا لا بدلا. (شرح اللمع).
(٨) يشير إلى أنهما قد يتحدان ووجه تجويز عدم اختلاف مفهومي زيد وأخوك أنهما ذكرا على وجه التمثيل. (عصام).
(٩) أي : بحيث تبين المغايرة الكلية بينهما. (أيوبي).
(١٠) واستدل الرضي على ظن الدعوى بأن سيبويه لم يذكر عطف البيان بل قال : أما بدل المعرفة من النكرة مثل مررت برجل عبد الله ثم قال سيبويه : ومن البدل أيضا قولك : مررت بقوم عبد الله وزيد وقال : عبد الله. (أيوبي).