تعبية الجيش العربي :
وذكر بعض العارفين من علماء العرب أن أكثر من وضع شيئا في تعبية الحروب جعل أعداد أصحاب السلاح ٣٨٤ ، ١٦ وجعل جيش العزّل نصف هذا العدد ، وجيش الفرسان نصف جيش العزّل. وذلك أن هذا العدد ينقسم بقسمين إلى أن ينتهي إلى الواحد ، وإذا جعلنا الصّف المتقاطر ستة عشر رجلا يجب أن يكون في هذا العدد من الصفوف المتقاطرة ألف صف وأربعة وعشرون صفا. وهذه الصفوف تنقسم إلى أنواع ، فكل ستة عشر تسمى صفا ، وكل صفين من هذه الصفوف المتقاطرة تسمى عصبة ، وعدد من فيها من الرجال اثنان وثلاثون رجلا ، والمقدم عليهم يسمى صاحب العصبة ، وكل أربعة صفوف متقاطرة تسمى مقنبا ، والذي يرأسه يدعى صاحب المقنب ، وعدد من فيها من الرجال أربعة وستون رجلا ، وكل مقنبين يسميان كردوسا ، وعدد من فيه من الرجال مائة وثمانية وعشرون رجلا من الصفوف المتقاطرة ثمانية ، والمقدم عليها يسمى صاحب المائة ويدعى رئيس الكردوس ، وكل كردوسين يسميان جحفلا ، ويسميان أيضا فئة ، وعدد من فيها من الصفوف المتقاطرة ستة عشر صفا ، ومن الرجال مائتان وستة وخمسون رجلا ، والمقدم عليهم رئيس الفئة أو الجحفل ، وكل جحفل يجمع من هذا العدد خمسة رجال مختارين ومنهم صاحب الراية وصاحب الساقة وصاحب البوق والخادم.
قال : والذي أختاره أن يكون غلمانه خلفه ، يرتبون كترتيب الصفوف المتقاطرة حتى لا يخرجوا عن الصفوف ، وشكل الجحفل مربعا كرقعة الشطرنج ثمانية في ثمانية ، وهذا ستة عشر طولا وستة عشر عرضا. وكل جحفلين يدعيان كوكبة ، وعدد من فيها من الرجال خمسمائة واثنا عشر رجلا ، ومن الصفوف المتقاطرة اثنان وثلان صفا ، ويسمى المقدم عليهم رئيس الكوكبة ، وكل كوكبتين زمرة ، وعدد من فيها من الرجال ألف وأربعة وعشرون رجلا ، ومن الصفوف المتقاطرة أربعة وستون صفا ويسمى صاحبها صاحب الزمرة ، وكل زمرتين طائفة ، وعدد من فيها